نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 655
نهى طبيبي عنك في علة * ما لطبيبي عن حياتي نهى وذيلها قاضي الجماعة أبو عبد الله بن عبد الملك بقوله في قصد المجانسة : وحمص لا تنس لها تينها * واذكر مع التين زياتينها وبمالقة يصنع الفخار المذهب العجيب ويجلب منها إلى أقاصي البلاد . ومسجدها كبير الساحة شهير البركة وصحنه لا نظير له في الحسن فيه أشجار النارنج البعيدة . ولما دخلت مالقة وجدت قاضيها الخطيب الفاضل أبا عبد الله ابن خطيبها الفاضل أبي جعفر ابن خطيبها ولي الله تعالى أبي عبد الله الطنجالي قاعداً بالجامع الأعظم ومعه الفقهاء ووجوه الناس يجمعون مالاً برسم فداء الأسارى الذين تقدم ذكرهم . فقلت له : الحمد لله الذي عافاني ولم يجعلني منهم . وأخبرته بما اتفق لي بعدهم فعجب من ذلك وبعث إلي بالضيافة رحمه الله . وأضافني أيضاً خطيبها أبو عبد الله الساحلي المعروف بالمعمم ثم سافرت منها إلى مدينة بلش وبينهما أربعة وعشرون ميلاً . وهي مدينة حسنة بها مسجد عجيب وفيها الأعناب والفواكه والتين كمثل ما بمالقة . ثم سافرنا منها إلى الحمة وهي بلدة صغيرة لها مسجد بديع الوضع عجيب البناء . وبها العين الحارة على ضفة واديها وبينها وبين البلد ميل أو نحوه . وهنالك بيت لاستحمام الرجال وبيت لاستحمام النساء . ثم سافرت منها إلى مدينة غرناطة قاعدة بلاد الأندلس وعروس مدنها وخارجها لا نظير له في بلاد الدنيا وهو مسيرة أربعين ميلاً يخترقه نهر شنيل المشهور وسواه من الأنهار الكثيرة والبساتين والجنان والرياض والقصور . والكروم محدقة بها من كل جهة . ومن عجيب مواضعها عين الدمع وهو جبل فيه الرياض والبساتين لا مثل لها بسواها . قال ابن جزي : لولا خشيت أن أنسب إلى العصبية لأطلت القول في وصف غرناطة فقد وجدت مكانه . ولكن ما اشتهر كاشتهارها لا معنى لإطالة القول فيه . ولله در شيخنا أبي بكر محمد بن أحمد بن شيرين البستي نزيل
655
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 655