نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 654
الأديب أبا الحجاج يوسف بن موسى المنتشاقري وأضافني بمنزله ولقيت بها أيضاً خطيبها الصالح الحاج الفاضل أبا إسحاق إبراهيم المعروف بالشندرخ المتوفى بعد ذلك بمدينة سلا من بلاد المغرب ولقيت بها جماعة من الصالحين منهم عبد الله الصفار وسواه . وأقمت بها خمسة أيام . ثم سافرت منها إلى مدينة مربلة والطريق فيما بينهما صعب شديد الوعورة ومربلة بليدة حسنة خصبة . ووجدت بها جماعة من الفرسان متوجهين إلى مالقة فأردت التوجه في صحبتهم . ثم إن الله تعالى عصمني بفضله فتوجهوا قبلي فأسروا في الطريق كما سنذكره . وخرجت في أثرهم فلما جاوزت حوز مربلة ودخلت في حوز سهيل مررت بفرس ميت في بعض الخنادق ثم مررت بقفة حوات مطروحة بالأرض فرابني ذلك وكان أمامي برج الناظور . فقلت في نفسي : لو ظهر ها هنا عدو لأنذر به صاحب البرج . ثم تقدمت إلى دار هنالك فوجدت فرساً مقتولاً . فبينما أنا هنالك إذا سمعت الصياح من خلفي وكنت قد تقدمت أصحابي فعدت إليهم فوجدت معهم قائد حصن سهيل فأعلمني أن أربعة أجفان للعدو ظهرت هنالك ونزل بعض عمارتها إلى البر . ولم يكن الناظور . بالبرج فمر بهم الفرسان الخارجون من مربلة وكانوا اثني عشر فقتل النصارى أحدهم وفر واحد وأسر العشرة . وقتل معهم رجل حوات وهو الذي وجدت قفته مطروحة بالأرض . وأشار علي ذلك القائد بالمبيت معه في موضعه ليوصلني منه إلى مالقة فبت عنده بحصن الرابطة المنسوب إلى سهيل . والأجفان المذكورة مرساة عليه . وركب معي بالغد فوصلنا إلى مدينة مالقة إحدى قواعد الأندلس وبلادها الحسان جامعة بين مرافق البر والبحر كثيرة الخيرات والفواكه . رأيت العنب يباع في أسواقها بحساب ثمانية أرطال بدرهم صغير . ورمانها المرسي الياقوتي لا نظير له في الدنيا . وأما التين واللوز فيجلبان منها ومن أحوازها إلى بلاد المشرق والمغرب . قال ابن جزي : وإلى ذلك أشار الخطيب أبو محمد عبد الوهاب بن علي المالقي في قوله وهو من مليح التجنيس .
654
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 654