نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 652
المجانيق فبناها مكانه وبنى به دار الصناعة ولم يكن به دار صنعة وبنى السور الأعظم المحيط بالتربة الحمراء الآخذ من دار الصنعة إلى القرمدة . ثم جدد مولانا أمير المؤمنين أبو عنان أيده الله عهد تحصينه وتحسينه وزاد بناء السور بطرف الفتح وهو أعظم أسواره غناء وأعمها نفعاً . وبعث إليه العدد الوافرة والأقوات والمرافق العامة وعامل الله تعالى فيه بحسن النية وصدق الإخلاص . ولما كان في الأشهر الأخيرة من عام ستة وخمسين وقع بجبل الفتح ما ظهر فيه أثر يقين مولانا أيده الله وثمرة توكله في أموره على الله وبان مصداق ما اطرد له من السعادة الكافية . وذلك أن عامل الجبل الخائن الذي ختم له بالشقاء عيسى بن الحسن بن أبي منديل نزع يده المغلولة عن الطاعة وفارق عصمة الجماعة وأظهر النفاق وجمح في الغدر والشقاق وتعاطى ما ليس من رجاله وعمي عن مبدأ حاله السيء ومآله وتوهم الناس أن ذلك مبدأ فتنة تنفق على إطفائها كرائم الأموال ويستعد لاتقائها بالفرسان والرجال . فحكمت سعادة مولانا أيده الله ببطلان هذا التوهم وقضى صدق يقينه بانخراق العادة في هذه الفتنة فلم تكن إلا أيام يسيرة وراجع أهل الجبل بصائرهم وثاروا على الثائر وخالفوا الشقي المخالف وقاموا بالواجب من الطاعة وقبضوا عليه وعلى ولده المساعد له في النفاق وأتي بهما مصفدين إلى الحضرة العلية فنفذ فيهما حكم الله في المحاربين وأراح الله من شرهما . ولما خمدت نار الفتنة أظهر مولانا أيده الله من العناية ببلاد الأندلس ما لم يكن في حساب أهلها وبعث إلى جبل الفتح ولده الأسعد المبارك الأرشد أبا بكر المدعو من السمات السلطانية بالسعيد أسعده الله تعالى وبعث معه أنجاد الفرسان ووجوه القبائل وكفاة الرجال وأدر عليهم الأرزاق ووسع لهم الإقطاع وحرر بلادهم من المغارم وبذل لهم جزيل الإحسان . وبلغ من اهتمامه بأمور الجبل أن أمر أيده الله ببناء شكل يشبه شكل الجبل المذكور فمثل فيه أشكال أسواره وأبراجه وحصنه وأبوابه ودار صنعته ومساجده ومخازن عدده وأهرية زرعه وصورة الجبل وما اتصل به من التربة الحمراء . فصنع ذلك
652
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 652