responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 651

إسم الكتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) ( عدد الصفحات : 682)


وزرتها وتوجهت إلى مدينة سبتة فأقمت بها أشهراً وأصابني بها المرض ثلاثة أشهر ثم عافاني الله . فأردت أن يكون لي حظ من الجهاد والرباط فركبت البحر من سبتة في شطي لأهل أصيلا فوصلت إلى بلاد الأندلس حرسها الله تعالى حيث الأجر موفور للساكن والثواب مذخور للمقيم والظاعن . وكان ذلك إثر موت طاغية الروم ألفونس وحصاره الجبل عشرة أشهر وظنه أنه يستولي على ما بقي من بلاد الأندلس للمسلمين . فأخذه الله من حيث لم يحتسب ومات بالوباء الذي كان أشد الناس خوفاً منه . وأول بلد شاهدته من البلاد الأندلسية جبل الفتح . فلقيت به خطيبه الفاضل أبا زكريا يحيى بن السراج الرندي وقاضيه عيسى البربري وعنده نزلت وتطوفت معه على الجبل فرأيت عجائب ما بني به مولانا أبو الحسن رضي الله عنه وأعد فيه من العدد وما زاد على ذلك مولانا أيده الله . وودت لو كنت ممن رابط به إلى نهاية العمر .
قال ابن جزي : جبل الفتح هو معقل الإسلام المعترض شجىً في حلوق عبدة الأصنام حسنة مولانا أبي الحسن رضي الله عنه المنسوبة إليه وقربته التي قدمها نوراً بين يديه محل عدد لجهاد ومقر آساد الأجناد والثغر الذي افتر عن نصر الإيمان وأذاق أهل الأندلس بعد مرارة الخوف حلاوة الأمان ومنه كان مبدأ الفتح الأكبر وبه نزل طارق بن زياد مولى موسى بن نصير عند جوازه فنسب إليه فيقال له : جبل طارق وجبل الفتح لأن مبدأه كان منه .
وبقايا السور الذي بناه من معه باقية إلى الآن تسمى بسور العرب . شاهدتها أيام إقامتي به عند حصار الجزيرة أعادها الله ثم فتحه مولانا أبو الحسن رضوان الله عليه واسترجعه من أيدي الروم بعد تملكهم له عشرين سنة ونيفاً وبعث إلى حصاره ولده الأمير الجليل أبا مالك وأيده بالأموال الطائلة والعساكر الجرارة . وكان فتحه بعد حصار ستة أشهر وذلك في عام ثلاثة وثلاثين وسبعمائة ولم يكن حينئذٍ على ما هو الآن عليه . فبنى به مولانا أبو الحسن رحمة الله عليه المأثرة العظمى بأعلى الحصن وكانت قبل ذلك برجاً صغيراً تهدم بأحجار

651

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 651
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست