نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 64
ويصنع بها ثياب قطن حسان تنسب إليها . وأهلها سبابون يبغضون العشرة . ومن العجب أنهم لا يذكرون لفظ العشرة وينادي سماسرتهم بالأسواق على السلع فإذا بلغوا إلى العشرة قالوا تسعة وواحد . وحضر بها بعض الأتراك يوماً فسمع سمساراً ينادي تسعة وواحد فضربه بالدبوس على رأسه وقال : قل عشرة بالدبوس . وبها المسجد جامع فيه تسع قباب . ولم يجعلوها عشرة قياماً بمذهبهم القبيح - ثم سرنا إلى مدينة حلب المدينة الكبرى والقاعدة العظمى . قال أبو الحسين بن جبير في وصفها : قدرها خطير وذكرها في كل زمان يطير خطابها من الملوك كثير ومحلها من النفوس أثير فكم هاجت من كفاح وسل عليها من بيض الصفاح قلعة شهيرة الامتناع بائنة الارتفاع تنزهت حصانة من أن ترم أو تستطاع منحوتة الأجزاء موضوعة على نسبة اعتدال واستواء قد طاولت الأيام والأعوام ووسعت الخواص والعوام أين أمراؤها الحمدانيون وشعراؤها فني جميعهم ولم يبق إلا بناؤها . فيا عجباً لبلاد تبقى ويذهب ملاكها ويهلكون ولا يقضي هلاكها . وتخطب بعدهم فلا يعتذر أملاكها وترام فيتيسر بأهون شيء إدراكها . هذه حلب كم أدخلت ملوكها في خبر كان ونسخت صرف الزمان بالمكان . أنث اسمها فتحلت بحلية الغوان وأتت بالعذر فيمن دان وانجلت عروساً بعد سيف دولتها ابن حمدان . هيهات سيهرم شبابها ويعدم خطابها ويسرع فيها بعد حين خرابها .
64
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 64