نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 649
الكريم واجتماعهم لإقامة رسمه ومنها إعذار اليتامى من الصبيان وكسوتهم يوم عاشوراء ومنها صدقته على الزمنى والضعفاء بأزواج الحرث يقيمون بها أودهم ومنها صدقته على المساكين بحضرته بالطنافس الوثيرة والقطائف الجياد يفترشونها عند رقادهم . وتلك مكرمة لا يعلم لها نظير ومنها بناء المارستانات في كل بلد من بلاده وتعيين الأوقاف الكثيرة لمؤن المرضى وتعيين الأطباء لمعالجتهم والتصرف في طلبهم إلى غير ذلك مما أبدع فيه من أنواع المكاره وضروب المآثر كافأ الله أياديه وشكر نعمه . وأما رفعه للمظالم عن الرعية فمنها الرتب التي كانت تؤخذ بالطرقات أمر أيده الله بمحو رسمها وكان لها مجبى عظيم فلم يلتفت إليه وما عند الله خير وأبقى وأما كفه أيدي الظلام فأمر مشهور وقد سمعته أيده الله يقول لعماله : لا تظلموا الرعية ويؤكد عليهم تلك الوصية . قال ابن جزي : ولو لم يكن من رفق مولانا أيده الله برعيته إلى رفعه التضييف الذي كانت عمال الزكاة وولاة البلاد تأخذه من الرعايا لكفى ذلك أثراً في العدل ظاهراً ونوراً في الرفق باهراً فكيف وقد رفع من المظالم وبسط من المرافق ما لا يحيط به الحصر . وقد صدر في أيام تصنيف هذا من أمره الكريم في الرفق بالمسجونين ورفع الوظائف الثقيلة التي كانت تؤخذ منهم ما هو اللائق بإحسانه والمعهود من رأفته وشمل الأمر بذلك جميع الأقطار وكذلك صدر من التنكيل بمن ثبت جوره من القضاة والحكام ما فيه زجر الظلمة وردع المعتدين . وأما فعله في معاونة أهل الأندلس على الجهاد ومحافظته على إمداد الثغور بالأموال والأقوات والسلاح وفته في عضد العدو بإعداد العدد وإظهار القوة فذلك أمر شهير لم يغب علمه عن أهل المغرب والمشرق ولا سبق إليه أحد من الملوك . قال ابن جزي : حسب المتشوف إلى علم ما عند مولانا أيده الله من سداد القطر إلى المسلمين ودفاع القوم الكافرين ما فعله في فداء مدينة طرابلس أفريقية . فإنها لما استولى العدو عليها ومد يد العدوان إليها ورأى أيده الله أن بعث
649
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 649