نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 645
ودراهم الغرب صغيرة وفوائدها كثيرة وإذا تأملت أسعاره مع أسعار ديار مصر والشام ظهر لك الحق في ذلك ولاح فضل بلاد المغرب . فأقول : إن لحوم الأغنام بديار مصر تباع بحساب ثماني عشرة أوقية بدرهم نقرة والدرهم النقرة ستة دراهم من دراهم المغرب وبالمغرب يباع اللحم إذا غلا سعره ثماني عشرة أوقية بدرهمين وهما ثلث النقرة . وأما السمن فلا يوجد بمصر في أكثر الأوقات . والذي يستعمله أهل مصر من أنواع الإدام لا يلتفت إليه بالمغرب ولان أكثر ذلك العدس والحمص يطبخونه في قدور راسيات ويجعلون عليه السيرج والبسلا وهو صنف من الجلبان يطبخونه ويجعلون عليه الزيت والقرع يطبخونه ويخلطونه باللبن والبقلة الحمقاء يطبخونها كذلك وأعين أغصان اللوز يطبخونها ويجعلون عليها اللبن والقلقاس يطبخونه . وهذا كله متيسر بالمغرب لكن أغنى الله عنه بكثرة اللحم والسمن والزبد والعسل وسوى ذلك . وأما الخضر فهي أقل الأشياء ببلاد مصر وأما الفواكه فأكثرها مجلوبة من الشام وأما العنب فإذا كان رخيصاً بيع عندهم ثلاثة أرطال من أرطالهم بدرهم نقرة ورطلهم اثنا عشرة أوقية . وأما في بلاد الشام فالفواكه بها كثيرة إلا أنها ببلاد المغرب أرخص منها ثمناً فإن العنب يباع بها بحساب رطل من أرطالهم بدرهم نقرة ورطلهم ثلاثة أرطال مغربية . وإذا رخص ثمنه بيع بحساب رطلين بدرهم نقرة والإجاص يباع بحساب عشر أواق بدرهم نقرة وأما الرمان والسفرجل فتباع الحبة منهما بثمانية قلوس وهي درهم من دراهم المغرب . وأما الخضر فيباع بالدرهم النقرة منها أقل مما يباع في بلادنا بالدرهم الصغير . وأما اللحم فيباع فيها الرطل منه من أرطالهم بدرهمين ونصف درهم نقرة . فإذا تأملت ذلك كله تبين لك أن بلاد المغرب أرخص البلاد أسعاراً وأكثرها خيرات وأعظمها مرافق وفوائد . ولقد زاد الله بلاد المغرب شرفاً إلى شرفها وفضلاً إلى فضلها بإمامة مولانا أمير المؤمنين الذي مد ظلال الأمن في أقطارها وأطلع شمس العدل في أرجائها وأفاض سحاب الإحسان في باديتها وحاضرتها وطهرها من المفسدين وأقام بها
645
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 645