نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 644
كأنه باب لا يفتح إلا بإذن منهم وفيها حصون . دخلنا أحدها وبه أسواق كثيرة ونذرت لله تعالى إن خلصنا الله منها صوم شهرين ثم خرجنا عنها فوصلنا بعد عشر إلى مدينة تنس ثم إلى مازونة ثم إلى مستغانم ثم إلى تلمسان . فقصدت العباد وزرت الشيخ أبا مدين رضي الله عنه ونفع به ثم خرجت عنها على طريق مدرومة وسلكت طريق أخندقان . وبت بزاوية الشيخ إبراهيم . ثم سافرنا منها فبينما نحن بقرب أزغنغان إذا خرج علينا خمسون راجلاً وفارسان . وكان معي الحاج ابن قريعات الطنجي وأخوه محمد المستشهد بعد ذلك في البحر . فعزمنا على قتالهم ورفعنا علماً ثم سالمونا وسالمناهم والحمد لله ووصلت إلى مدينة تازي وبها تعرفت خبر موت والدتي بالوباء رحمها الله تعالى . ثم سافرت عن تازي فوصلت يوم الجمعة في أواخر شهر شعبان المكرم من عام خمسين وسبعمائة إلى حضرة فاس فمثلت بين يدي مولانا الأعظم الإمام الأكرم أمير المؤمنين المتوكل على رب العالمين أبي عنان وصل الله علوه وكبت عدوه . فأنستني هيبته هيبة سلطان العراق وحسنه حسن ملك الهند وحسن أخلاقه حسن خلق ملك اليمن وشجاعته شجاعة ملك الترك وحلمه حلم ملك الروم وديانته ديانة ملك تركستان وعلمه علم ملك الجاوة . وكان بين يديه وزيره الفاضل ذو المكارم الشهيرة والمآثر الكثيرة أبو زيان ابن ودرار فسألني عن الديار المصرية إذ كان قد وصل إليها فأجبته عما سأل . وغمرني من إحسان مولانا أيده الله تعالى بما أعجزني شكره . والله ولي مكافأته . وألقيت عصا التسيار ببلاده الشريفة بعد أن تحققت بفضل الإنصاف أنها أحسن البلدان . لان الفواكه بها متيسرة والمياه والأقوات غير متعذرة . وقل إقليم يجمع ذلك ولقد أحسن من قال : الغرب أحسن أرض * ولي دليل عليه البدر يرقب منه * والشمس تسعى إليه
644
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 644