نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 63
ولبعضهم في نواعيرها ذاهباً مذهب التورية : وناعورةٍ رقت لعظم خطيئتي وقد * عاينت قصدي من المنزل القاصي بكت رحمةً لي ثم باحت بشجوها * وحسبك أن الخشب تبكي على العاصي ولبعض المتأخرين فيها أيضاً من التورية : يا سادة سكنوا حماة وحقكم * ما حلت عن تقوى وعن إخلاص والطرف بعدكم إذا اذكر اللقا * يجري المدامع طائعاً كالعاصي ثم سافرت إلى مدينة المعرة التي ينسب إليها الشاعر أبو العلاء المعري وكثير سواه من الشعراء . قال ابن جزي : إنما سميت بمعرة النعمان لأن النعمان بن بشير الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي له ولد أيام إمارته على حمص فدفنه بالمعرة فعرفت به . وكانت قبل ذلك تسمى القصور . وقيل أن النعمان جبل مطل عليها سميت به . والمعرة مدينة كبيرة حسنة أكثر شجرها التين والفستق ومنها يحمل إلى مصر والشام . وبخارجها على فرسخ منها قبر أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز . ولا زاوية عليه ولا خديم له . وسبب ذلك أنه وقع في بلاد صنفٍ من الرافضة أرجاس يبغضون العشرة من الصحابة رضي الله عنهم ولعن مبغضهم ويبغضون كل من اسمعه عمر وخصوصاً عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لما كان من فعله في تعظيم علي رضي الله عنه - ثم سرنا منها إلى مدينة سرمين . وهي حسنة كثيرة البساتين وأكثر شجرها الزيتون . بها يصنعون الصابون الأجري ويجلب إلى مصر والشام . ويصنع بها أيضاً الصابون المطيب لغسل الأيدي ويصبغونه بالحمرة والصفرة .
63
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 63