نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 623
وهكذا إلى أن وصلنا مدينة صين كلان [1] وهي مدينة صين الصين وبها يصنع الفخار وبالزيتون أيضاً . وهنالك يصب نهر آب حياة في البحر يسمونه مجمع البحرين . وهي من أكبر المدن وأحسنها أسواقاً . ومن أعظم أسواقها سوق الفخار ومنها يحمل إلى سائر بلاد الصين والهند واليمن . وفي وسط هذه المدينة كنيسة عظيمة لها تسعة أبواب داخل كل باب أسطوان ومصاطب يقعد عليها الساكنون بها وبين البابين الثاني والثالث منها موضع فيه بيوت يسكنها العميان وأهل الزمانات . ولكل واحد منهم نفقته وكسوته من أوقاف الكنيسة . وكذلك فيما بين الأبواب كلها . وفي داخلها المارستان للمرضى والمطبخة لطبخ الأغذية وفيها الأطباء والخدام . وذكر لي أن الشيوخ الذين لا قدرة لهم على التكسب لهم نفقتهم وكسوتهم بهذه الكنيسة وكذلك الأيتام والأرامل ممن لا مال لهم . وعمر هذه الكنيسة بعض ملوكهم وجعل هذه المدينة وما إليها من القرى والبساتين وقفاً عليها . وصور ذلك الملك مصورة بالكنيسة المذكورة وهم يعبدونها . وفي بعض جهات هذه المدينة بلدة المسلمين لهم بها المسجد الجامع والزاوية والسوق ولهم قاض وشيخ . ولا بد في كل بلد من بلاد الصين من شيخ الإسلام تكون أمور المسلمين كلها راجعة إليه وقاض يقضي بينهم . وكان نزولي عند أوحد الدين السنجاري وهو أحد الفضلاء الأكابر ذو الأموال الطائلة وأقمت عنده أربعة عشر يوماً وتحف القاضي وسائر المسلمين تتوالى علي . وكل يوم يصنعون دعوة جديدة ويأتون إليها بالعشارين الحسان والمغنين . وليس وراء هذه المدينة مدينة لا للكفار ولا للمسلمين . وبينها وبين سد يأجوج ومأجوج ستون يوماً فيما ذكر لي يسكنها كفار رحالة يأكلون بني آدم إذا ظفروا بهم . ولذلك لا تسلك بلادهم ولا يسافر إليها . ولم أر بتلك البلاد من رأى السد ولا من رأى من رآه .