نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 622
وداره في وسطها . كمثل ما هي بلدة سجلماسة ببلادنا . وبهذا عظمت بلادهم . والمسلمون ساكنون بمدينة على حدة . وفي يوم وصولي إليها رأيت بها الأمير الذي توجه إلى الهند رسولاً بالهدية ومضى في صحبتنا وغرق به الجنك فسلم علي وعرف صاحب الديوان بي فأنزلني في منزل حسن . وجاء إلي قاضي المسلمين تاج الدين الأردويلي وهو من الأفاضل الكرماء وشيخ الإسلام كمال الدين عبد الله الأصفهاني وهو من الصلحاء وجاء إلي كبار التجار فيهم شرف الدين التبريزي أحد التجار الذين استدنت منهم حين قدومي على الهند وأحسنهم معاملة حافظ القرآن مكثر للتلاوة . وهؤلاء التجار لسكناهم في بلاد الكفار إذا قدم عليهم المسلم فرحوا به أشد الفرح وقالوا : جاء من أرض الإسلام . وله يعطون زكوات أموالهم فيعود غنياً كواحد منهم . وكان بها من المشايخ الفضلاء برهان الدين الكازروني له زاوية خارج البلد وإليه يدفع التجار النذور التي ينذرونها للشيخ أبي إسحق الكازروني . ولما عرف صاحب الديوان أخباري كتب إلى القان وهو ملكهم الأعظم يخبره بقدومي من جهة ملك الهند . فطلبت منه أن يبعث معي من يوصلني لبلاد الصين " صين الصين " وهم يسمونه صين كلان لأشاهد تلك البلاد وهي في عمالته بخلال ما يعود جواب القان . فأجاب إلى ذلك وبعث معي من أصحابي من يوصلني . وركبت في النهر في مركب يشبه أجفان بلادنا الغزوية إلا أن الجذافين يجذفون فيه قياماً وجميعهم في وسط المركب والركاب في المقدم والمؤخر ويظللون على المركب بثياب تصنع من نبات بلادهم يشبه الكتان وليس به وهو أرق من القنب . وسافرنا في هذا النهر سبعة وعشرين يوماً . وفي كل يوم نرسو عند الزوال بقرية نشتري بها ما نحتاج إليه ونصلي الظهر . ثم ننزل بالعشي إلى أخرى .
622
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 622