نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 609
السفر . ويثوب إليه ذهنه . فأقمنا ثلاثة أيام يأتي إلينا بالطعام ثلاث مرات في اليوم وتأتينا الفواكه والطرف مساء وصباحاً . فلما كان اليوم الرابع وهو يوم الجمعة أتاني الأمير دولسة فقال لي : يكون سلامك على السلطان بمقصورة الجامع بعد الصلاة . فأتيت الجامع وصليت به الجمعة مع حاجبه قيران [1] ثم دخلت إلى السلطان فوجدت القاضي أمير سيد والطلبة عن يمينه وشماله . فصافحني وسلمت عليه وأجلسني عن شماله وسألني عن السلطان محمد وعن أسفاري فأجبته وعاد إلى المذاكرة في الفقه على مذهب الإمام الشافعي . ولم يزل كذلك إلى صلاة العصر فلما صلاها دخل بيتاً هنالك فنزع الثياب التي كانت عليه وهي ثياب الفقهاء وبها يأتي الجامع يوم الجمعة ماشياً ثم لبس ثياب الملك وهي الأقبية من الحرير والقطن . ذكر انصرافه إلى داره وترتيب السلام عليه ولما خرج من الجامع وجد الفيلة والخيل على بابه والعادة عندهم أنه إذا ركب السلطان الفيل ركب من معه الخيل . وإذا ركب الفرس ركبوا الفيلة . ويكون أهل العلم عن يمينه فركب ذلك اليوم على الفيل وركبنا الخيل وسرنا معه إلى المشور . فنزلنا حيث العادة ودخل السلطان راكباً وقد اصطف في المشور الوزراء والأمراء والكتاب وأرباب الدولة ووجوه العسكر صفوفاً فأول الصفوف صف الوزراء والكتاب ووزراؤه أربعة فسلموا عليه وانصرفوا إلى موضع وقوفهم ثم صف المراء فسلموا ومضوا إلى مواقفهم . وكذلك تفعل كل طائفة ثم صف الشرفاء والفقهاء ثم صف الندماء والحكماء والشعراء ثم صف وجوه العسكر ثم صف الفتيان والمماليك . ووقف السلطان على فيه إزاء قبة الجلوس ورفع فوق رأسه شطر مرصع وجعل عن يمينه خمسون فيلاً مزينة وعن شماله مثلها وعن يمينه