نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 463
السلطان المشيخة لهود حسبما أوصى له الشيخ وكان كهلاً وكان ابن أخي الشيخ فتى وأكرمه السلطان وأمر بتضييفه في كل منزل يحله وأن يخرج إلى لقائه أهل كل بلد يمر به إلى ملتان وتصنع له فيه دعوة فلما وصل الأمر للحضرة خرج الفقهاء والقضاة والمشايخ والأعيان للقائه وكنت فيمن خرج إليه فتلقيناه وهو راكب في دولة يجملها الرجال وخيله مجنوبة فسلمنا عليه وأنكرت أنا ما كان من فعله في ركوبه الدولة وقلت : إنما كان ينبغي له أن يركب الفرس ويساير من خرج للقائه من القضاة والمشايخ فبلغه كلامي فركب الفرس واعتذر بأن فعله أولاً كان بسبب ألم منعه من ركوب الفرس . ودخل الحضرة وصنعت لها دعوة أنفق فيها من مال السلطان عدداً كثيراً وحضر القضاة والمشايخ والفقهاء والأعزة ومد السماط وأتوا بالطعام على العادة ثم أعطيت الدراهم لكل من حضر على قدر استحقاقه . فأعطي قاضي القضاة خمسمائة دينار وأعطيت أنا مائتين وخمسين ديناراً وهذه عادة لهم في الدعوى السلطانية ثم انصرف الشيخ هود إلى بلده ومعه الشيخ نور الدين الشيرازي بعثه السلطان ليجلسه على سجادة جده بزاويته ويصنع له الدعوة من مال السلطان هنالك . واستقر بزاويته وأقام بها أعواماً ثم إن عماد الملك أمير بلاد السند كتب إلى السلطان يذكر أن الشيخ وقرابته يشتغلون بجمع الأموال وإنفاقها في الشهوات ولا يطعمون أحداً بالزاوية فنفذ الأمر بمطالبتهم بالأموال فطلبهم عماد الملك بها وسجن بعضهم وضرب بعضاً وصار يأخذ منهم كل يوم عشرين ألف دينار مدة أيام حتى استخلص ما كان عندهم ووجد لهم كثيراً من الأموال والذخائر من جملتها نعلان مرصعان بالجوهر والياقوت بيعا بسبعة آلاف دينار قيل : إنهما كانا لبنت الشيخ هود وقيل لسرية له فلما اشتد الحال على الشيخ هرب يريد بلاد الأتراك فقبض عليه وكتب
463
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 463