نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 360
الناس فيه . فسمع بذلك عماد الملك سرتيز غلام ملك الهند ووالي بلاد السند ويسمى ملك عرض . وهو الذي تعرض بين يديه عساكر الهند وإليه أمرها ومقره بملتان قاعدة السند . فبعث إليه بعض الأتراك العارفين به فعادوا إليه وأخبروه أنه هو طرمشيرين حقاً . فأمر له بالسراجة وهي أفراج . فضرب خارج المدينة ورتب له ما يرتب لمثله وخرج لاستقباله وترجل له وسلم عليه وأتى في خدمته إلى السراجة فدخلها راكباً كعادة الملوك . ولم يشك أحد أنه هو . وبعث إلى ملك الهند يخبره فبعث إليه الأمراء يستقبلونه بالضيافات . وكان في خدمة ملك الهند حكيم ممن خدم طرمشيرين فيما تقدم وهو كبير الحكماء بالهند . فقال للملك : أنا أتوجه إليه وأعرف حقيقة أمره فإني كنت عالجت له دملاً تحت ركبته وبقي أثره وبه أعرفه . فأتى إليه ذلك الحكيم واستقبله مع الأمراء ودخل عليه ولازمه لسابقته عنده وأخذ يغمز رجليه وكشف عن الأثر فشتمه . وقال له : تريد أن تنظر إلى الدمل الذي عالجته ها هو ذا وأراه أثره . فتحقق أنه هو وعاد إلى ملك الهند فأعلمه بذلك . ثم إن الوزير خواجة جهان أحمد بن إياس وكبير الأمراء قطلوخان معلم السلطان أيام صغره دخلا على ملك الهند وقالا له : يا خوند عالم هذا السلطان طرمشيرين قد وصل . وصح أنه هو . وها هنا من قومه نحو أربعين ألفاً وولده وصهره . أرأيت إن اجتمعوا عليه ما يكون من العمل فوقع هذا الكلام بموقع منه عظيم . وأمر أن يؤتى بطرمشيرين معجلاً . فلما دخل عليه أمر بالخدمة كسائر الواردين ولم يعظم . وقال له السلطان : يا مادر كوني وهي شتمة قبيحة كيف تكذب وتقول : إنك طرمشيرين وطرمشيرين قد قتل . وهذا خادم تربته عندنا . والله لولا المعرة لقتلتك . ولكن أعطوه خمسة آلاف دينار . واذهبوا به إلى دار بشاي أغلي وأخته ولدي طرمشيرين وقولوا لهم : إن هذا الكاذب يزعم أنه والدكم . فدخل عليهم فعرفوه . وبات
360
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 360