نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 253
أهل المغرب . وأكلهم الذرة . وهذا التشابه كله مما يقوي القول بأن صنهاجة وسواهم من قبائل المغرب أصلهم من حمير . وبقرب من هذه المدينة بين بساتينها زاوية الشيخ الصالح العابد أبي محمد بن أبي بكر بن عيسى من أهل ظفار . وهذه الزاوية معظمة عندهم يأتون إليها غدواً وعيشاً ويستجيرون بها . فإذا دخلها المستجير لم يقدر السلطان عليه . رأيت بها شخصاً ذكر لي أن له بها مدة سنين مستجيراً لم يتعرض له السلطان . وفي الأيام التي كنت بها استجار بها كاتب السلطان وأقام فيها حتى وقع بينهما الصلح . أتيت هذه الزاوية فبت بها في ضيافة الشيخين أبي العباس أحمد وأبي عبد الله محمد ابني الشيخ أبي بكر المذكور وشاهدت لهما فضلاً عظيماً ولما غسلنا أيدينا من الطعام أخذ أبو العباس منهما ذلك الماء الذي غسلنا به فشرب منه وبعث الخادم بباقيه إلى أهله وأولاده فشربوه . وكذلك يفعلون بمن يتوسمون فيه الخير من الواردين عليهم . وكذلك أضافني قاضيها الصالح أبو هاشم عبد الله الزبيدي وكان يتولى خدمتي وغسل يدي بنفسه ولا يكل ذلك إلى غيره . وبمقربة من هذه الزاوية تربة سلف السلطان الملك المغيث وهي معظمة عندهم ويستجير بها من طلب حاجة فتقضى له . ومن عادة الجند أنه إذا تم الشهر ولم يأخذوا أرزاقهم استجار بهذه التربة وأقاموا في جوارها إلى أن يعطوا أرزاقهم . وعلى مسيرة نصف يوم من هذه المدينة الأحقاف وهي منازل عاد . وهنالك زاوية ومسجد على ساحل البحر وحوله قرية لصيادي السمك . وفي الزاوية قبر مكتوب عليه : هذا قبر هود بن عابر عليه أفضل الصلاة والسلام . وقد ذكرت أن بمسجد دمشق موضعاً مكتوب عليه : هذا قبر هود بن عابر . والأشبه أن يكون قبره بالأحقاف لأنها بلاده والله أعلم . ولهذه المدينة بساتين فيها موز كثير كبير الجرم . وزنت بمحضري حبة
253
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 253