responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 252


بدار السلطان . وهم يفعلون ذلك استجلاباً لأصحاب المراكب . وهم أهل تواضع وحسن أخلاق وفضيلة ومحبة للغرباء ولباسهم القطن وهو يجلب إليهم من بلاد الهند . ويشدون الفوط في أوساطهم عوضاً عن السروال وأكثرهم يشد فوطة في وسطه ويجعل فوق ظهره أخرى من شدة الحر ويغتسلون مرات في اليوم .
وهي كثير ة المساجد . ولهم في كل مسجد مطاهر كثيرة معدة للاغتسال . ويصنع بها ثياب من الحرير والقطن والكتان حسان جداً .
والغالب على أهلها رجالاً ونساء المرض المعروف بداء الفيل وهو انتفاخ القدمين . وأكثر رجالهم مبتلون بالأدر والعياذ بالله ومن عوائدهم الحسنة التصافح في المسجد إثر صلاة الصبح والعصر يستند أهل الصف الأول إلى القبلة ويصافحهم الذين يلونهم . وكذلك يفعلون بعد صلاة الجمعة يتصافحون أجمعون . ومن خواص هذه المدينة وعجائبها أنه لا يقصدها أحد بسوء إلا عاد عليه مكروه وحيل بينه وبينها .
وذكر لي أن السلطان قطب الدين تمتهن بن طوران شاه صاحب هرمز نازلها مرة من البر والبحر فأرسل الله سبحانه عليه ريحاً عاصفاً كسرت مراكبه ورجع عن حصارها وصالح ملكها . وكذلك ذكر أن الملك المجاهد سلطان اليمن عين ابن عم له بعسكر كبير برسم انتزاعها من يد ملكها وهو أيضاً ابن عمه فلما خرج ذلك الأمير من داره سقط عليه حائط وعلى جماعة من أصحابه فهلكوا جميعاً . ورجع الملك عن رأيه وترك حصارها وطلبها . ومن الغرائب أن أهل هذه المدينة أشبه الناس بأهل المغرب في شؤونهم . نزلت بدار الخطيب بمسجدها الأعظم وهو عيسى بن علي كبير القدر كريم النفس . فكان له جوارٍ مسميات بأسماء خدام المغرب إحداهن اسمها بخيتة والأخرى زاد المال . ولم أسمع هذه الأسماء في بلد سواها . وأكثر أهلها رؤوسهم مكشوفة لا يجعلون عليها العمائم . وفي كل دار من دورهم سجادة الخوص معلقة في البيت يصلي عليها صاحب البيت كما يفعل

252

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست