نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 251
إسم الكتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) ( عدد الصفحات : 682)
وركبنا البحر من كلوا إلى مدينة ظفار الحموض [1] وهي آخر بلاد اليمن على ساحل البحر الهندي ومنها تحمل الخيل العتاق إلى الهند . ويقطع البحر فيما بينها وبين بلاد الهند مع مساعدة الريح في شهر كامل قد قطعته مرة في قالقوط من بلاد الهند إلى ظفار في ثمانية وعشرين يوماً بالريح ولم ينقطع لنا جري بالليل ولا بالنهار . وبين ظفار وعدن في البر مسيرة شهر في صحراء . وبينها وبين حضرموت ستة عشر يوماً وبينها وبين عمان عشرون يوماً . ومدين ظفار في صحراء لا قرية بها ولا عمالة لها والسوق خارج المدينة بربض يعرف بالحرجاء وهي من أقذر الأسواق وأشدها نتناً وأكثرها ذباباً لكثرة ما يباع فيها من الثمرات والسمك . وأكثر سمكها النوع المعروف بالسردين وهو بها في النهاية من السمن . ومن العجائب أن دوابهم إنما علفها من هذا السردين وكذلك غنمهم . ولم أر ذلك في سواها . وأكثر باعتها الخدم وهن يلبسن السواد . وزرع أهلها الذرة وهم يسقونها من آبار بعيدة الماء . وكيفية سقيهم أنهم يصنعون دلواً كبيرة ويجعلون لها حبالاً كثيرة ويتحزم بكل حبل عبد أو خادم ويجرون الدلو على عود كبير مرتفع عن البئر ويصبونها في صهريج يسقون منه . ولهم قمح يسمونه العلس وهو في الحقيقة نوع من السلت والأرز يجلب إليهم من بلاد الهند وهو أكثر طعامهم . ودراهم هذه المدينة من النحاس والقصدير ولا تنفق في سواها . وهم أهل تجارة لا عيش لهم إلا منها ومن عاداتهم أنه إذا وصل مركب من الهند أو غيرها خرج عبيد السلطان إلى الساحل وصعدوا في صنبوق إلى المركب ومعهم الكسوة الكاملة لصاحب المركب أو وكيله وللربان وهو الرئيس وللكراني وهو كاتب المركب ويؤتى إليهم بثلاثة أفراس فيركبونها وتضرب أمامهم الأطبال والأبواق من ساحل البحر إلى دار السلطان فيسلمون على الوزير وأمير الجند وتبعث الضيافة لكل من بالمركب ثلاثاً وبعد الثلاث يأكلون
[1] وضبط اسمها بفتح الظاء المعجم والفاء وآخره راء مبنية على الكسر
251
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 251