responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 250


المواهب لكثرة مواهبه ومكارمه . وكان كثير الغزو إلى أرض الزنوج يغير عليهم ويأخذ الغنائم فيخرج خمسها ويصرفه في مصارفه المعينة في كتاب الله تعالى ويجعل نصيب ذوي القربى في خزانة على حدة . فإذا جاءه الشرفاء دفعه إليهم . وكان الشرفاء يقصدونه من العراق والحجاز وسواها . ورأيت عنده من شرفاء الحجاز جماعة منهم محمد بن جماز ومنصور بن لبيدة ابن أبي نمي ومحمد بن شميلة ابن أبي نمي . ولقيت بمقديشو أتيل بن كيش بن جماز وهو يريد القدوم عليه . وهذا السلطان له تواضع شديد ويجلس مع الفقراء ويأكل معهم ويعظم أهل الدين والشرف .
من مكارمه حضرته يوم جمعة وقد خرج من الصلاة قاصداً إلى داره فتعرض له أحد الفقراء اليمنيين فقال له : أبا المواهب فقال : لبيك يا فقير ما حاجتك قال : أعطني هذه الثياب التي عليك . فقال له : نعم أعطيكها . قال : الساعة قال : نعم الساعة . فرجع إلى المسجد ودخل بيت الخطيب فلبس ثياباً سواها وخلع تلك الثياب وقال للفقير : أدخل فخذها فدخل الفقير وأخذها وربطها في منديل وجعلها فوق رأسه وانصرف . فعظم شكر الناس للسلطان على ما ظهر من تواضعه وكرمه وأخذ ابنه ولي عهده تلك الكسوة من الفقير وعوضه عنها بعشرة من العبيد .
وبلغ السلطان ما كان من شكر الناس له على ذلك فأمر للفقير أيضاً بعشرة رؤوس من الرقيق وحملين من العاج . ومعظم عطاياهم من العاج وقلما يعطون الذهب .
ولما توفي هذا السلطان الفاضل الكريم رحمة الله عليه ولي أخوه داود . فكان على الضد إذا أتاه سائل يقول له : مات الذي كان يعطي ولم يترك من بعده ما يعطي . ويقيم الوفود عنده الشهود الكثيرة وحينئذ يعطيهم القليل حتى انقطع الوافدون عن بابه .

250

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست