responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 189


فصلى بالقوم وانصرفوا . وكان مجلسه مجلس علم ووعظ وبركة وتبادر التائبون فأخذ عليهم العهد وجز نواصيهم وكانوا خمسة عشر رجلاً من الطلبة قدموا من البصرة برسم ذلك وعشرة رجال من عوام تستر .
الشيخ السخي لما دخلت هذه المدينة أصابني مرض الحمى وهذه البلاد يحم داخلها في زمان الحر كما يعرض في دمشق وسواها من البلاد كثيرة المياه والفواكه . وأصابت الحمى أصحابي أيضاً . فمات منهم شيخ اسمه يحيى الخراساني وقام الشيخ بتجهيزه من كل ما يحتاج إليه الميت وصلى عليه .
وتركت بها صاحباً يدعي بهاء الدين الخشني فمات بعد سفري . وكنت حين مرضي لا أشتهي الأطعمة التي تصنع لي بمدرسته فذكر لي الفقيه شمس الدين السندي من طلبتها طعاماً فاشتهيته ودفعت له دراهم وطبخ لي ذلك الطعام بالسوق وأتى به إلي فأكلت منه . وبلغ ذلك الشيخ فشق عليه وأتى إلي وقال لي : كيف تفعل هذا وتطبخ الطعام في السوق وهلا أمرت الخدم أن يصنعوا لك ما تشتهيه . ثم أحضر جميعهم وقال لهم : جميع ما يطلب منكم من أنواع الطعام والسكر وغيره فأتوه به واطبخوا له ما يشاء . وأكد عليهم في ذلك أشد التأكيد جزاه الله خيراً .
ثم سافرنا من مدينة تستر ثلاثاً في جبال شامخة . وبكل منزل زاوية كما تقدم ذكر ذلك .
ووصلنا إلى مدينة إيذج [1] وتسمى أيضاً مال الأمير وهي حضرة السلطان أتابك . وعند وصولي إليها اجتمعت بشيخ شيوخ العالم الورع نور الدين الكرماني وله النظر في كل الزوايا وهي يسمونها المدرسة .
والسلطان يعظمه وبقصد زيارته وكذلك أرباب الدولة وكبراء الحضرة يزورونه غدواً وعشياً فأكرمني وأضافني وأنزلني زاوية تعرف باسم الدينوري وأقمت بها أياماً وكان وصولي في أيام القيظ وكنا نصلي صلاة



[1] وضبط اسمها بكسر الهمزة وياء مد وذال معجم مفتوح وجيم

189

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست