responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 188


والفواكه بتستر كثيرة والخيرات متيسرة ولا مثل لأسواقها في الحسن وبخارجها تربة معظمة يقصدها أهل تلك الأقطار للزيارة وينذرون لها النذور . ولها زاوية بها جماعة من الفقراء .
وهم يزعمون أنها تربة زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وكان نزولي في مدينة تستر في مدرسة الشيخ الإمام الصالح المتفنن شرف الدين موسى ابن الشيخ الصالح الإمام العالم صدر الدين سليمان وهو من ذرية سهل بن عبد الله . وهذا الشيخ ذو مكارم وفضائل جامع بين العلم والدين والصلاح والإيثار وله مدرسة وزاوية وخدامها فتيان له أربعة أولاد : سنبل وكافور وجوهر وسرور أحدهم موكل بأوقاف الزاوية والثاني متصرف فيما يحتاج إليه من النفقات في كل يوم والثالث خديم السماط بين أيدي الواردين ومرتب الطعام لهم والرابع موكل بالطباخين والسقائين والفراشين . فأقمت عنده ستة عشر يوماً فلم أر أعجب من ترتيبه ولا أرغد من طعامه . يقدم بين يدي الرجل ما يكفي الأربعة من الأرز المفلفل المطبوخ في السمن والدجاج المقلي والخبز واللحم والحلواء . وهذا الشيخ من أحسن الناس صورة وأقومهم سيرة وهو يعظ الناس بعد صلاة الجمعة بالمسجد الجامع . ولما شاهدت مجالسه في الواعظ صغر لدي كل واعظ رأيته قبله بالحجاز والشام ومصر ولم ألق فيمن لقيته مثله .
حضرت يوماً عنده ببستان له على شاطئ النهر وقد اجتمع فقهاء المدينة وكبراؤها وأتى الفقهاء من كل ناحية فأطعم الجميع ثم صلى بهم صلاة الظهر وقام خطيباً وواعظاً بعد أن قرأ القراء أمامه بالتلاحين المبكية والنغمات المحركة المهيجة وخطب خطبة بسكينة ووقار وتصرف في فنون العلم من تفسير كتاب الله وإيراد حديث رسول الله والتكلم على معانيه ثم ترامت عليه الرقاع من كل ناحية . ومن عادة الأعاجم أن يكتبوا المسائل في رقاع ويرموا بها إلى الواعظ فيجيب عنها . فلما رمي إليه بتلك الرقاع جمعها في يده وأخذ يجيب عنها واحدة بعد واحدة بأبدع جواب وأحسنه . وحان وقت صلاة العصر

188

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست