نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة جلد : 1 صفحه : 187
ساحل الخليج الذي ذكرنا أنه يخرج من بحر فارس وأرضها سبخة لا شجر فيها ولا نبات ولها سوق عظيمة من أكبر الأسواق . وأقمت بها يوماً واحداً ثم اكتريت دابة لركوبي من الذين يجلبون الحبوب من رامز إلى ماجول وسرنا ثلاثاً في صحراء يسكنها الأكراد في بيوت الشعر . ويقال : إن أصلهم من العرب ثم وصلنا إلى مدينة رامز وأول حروفها [1] وهي مدينة حسنة ذات فواكه وأنهار نزلنا بها عند القاضي حسام الدين محمود ولقيت عنده رجلاً من أهل العلم والدين والورع هندي الأصل يدعى بهاء الدين ويسمى إسماعيل وهو من أولاد الشيخ بهاء الدين أبي زكريا الملتاني وقرأ على مشايخ توريز وغيرها . وأقمت بمدينة رامز ليلة واحدة ثم رحلنا منها ثلاثاً في بسيط فيه قرى يسكنها الأكراد . وفي كل مرحلة منها زاوية فيها للوارد الخبز واللحم والحلواء وحلواؤهم من رب العنب مخلوط بالدقيق والسمن . وفي كل زاوية الشيخ والإمام والمؤذنون والخادم للفقراء والعبيد يطبخون الطعام . ثم وصلت مدينة تستر وهي آخر البسيط من بلاد أتابك وأول الجبال مدينة كبيرة رائقة نضرة وبها البساتين الشريفة والرياض المنيفة ولها المحاسن البارعة والأسواق الجامعة وهي قديمة البناء افتتحها خالد بن الوليد . ووالي هذه المدينة ينسب إلى سهل بن عبد الله ويحيط بها النهر المعروف بالأزرق وهو عجيب في نهاية من الصفاء شديد البرودة في أيام الحر ولم أر كزرقته إلا نهر بلخشان . ولها باب واحد للمسافرين يسمى دروازة دسبول والدروازة عندهم الباب . ولها أبواب غير شارعة إلى النهر . وعلى جانبي النهر البساتين والدواليب . والنهر عميق وعلى باب المسافرين منه جسر على القوارب كجسر بغداد واحلة . قال ابن جزي : وفي هذا النهر يقول بعضهم : أنظر لشاذروان تستر واعجب * من جمعه ماءً لري بلاده ككمي قومٍ جمعت أمواله * فغدا يفرقه على أجناده ( 1 ) الكمي : الفارس الشجاع المتكي بالسلاح .