responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 567


ومن عجيب أفعالهن أنهن يؤجرن أنفسهن للخدمة بالديار على عدد معلوم من خمسة دنانير فما دونها . وعلى مستأجرهن نفقتهن ولا يرين ذلك عيباً ويفعله أكثر بناتهم .
فتجد في دار الإنسان الغني منهن العشرة والعشرين . وكل ما تكسره من الأواني يحسب عليها قيمته . وإذا أرادت الخروج من دار إلى دار أعطاها أهل الدار التي تخرج إليها العدد الذي هي مرتهنة فيه فتدفعه لأهل الدار التي خرجت منها ويبقى عليها للآخرين . وأكثر شغل هؤلاء المستأجرات غزل القنبر . والتزوج بهذه الجزائر سهل لنزارة الصداق وحسن معاشرة النساء .
وأكثر الناس لا يسمي صداقاً إنما تقع الشهادة ويعطى صداق مثلها . وإذا قدمت المراكب تزوج أهلها النساء فإذا أرادوا السفر طلقوهن وذلك نوع من نكاح المتعة . وهن لا يخرجن عن بلادهن أبداً . ولم أر في الدنيا أحسن معاشرة منهن . ولا تكل المرأة عندهم خدمة زوجها لسواها بل هي تأتيه بالطعام وترفعه بين يديه وتغسل يده وتأتيه بالماء للوضوء وتغم رجليه عند النوم . ومن عوائدهن أن لا تأكل المرأة مع زوجها ولا يعلم الرجل ما تأكله المرأة . ولقد تزوجت بها نسوة فأكل معي بعضهن بعد محاولة وبعضهن لم تأكل معي ولا استطعت أن أراها تأكل ولا نفعتني حيلة في ذلك .
ذكر السبب في إسلام هذه الجزائر وذكر العفاريت من الجن التي تضربها في كل شهر حدثني الثقات من أهلها كالفقيه عيسى اليمني والفقيه المعلم علي والقاضي عبد الله وجماعة سواهم أن أهل هذه الجزائر كانوا كفاراً وكان يظهر لهم في كل شهر عفريت من الجن يأتي ناحية البحر كأنه مركب مملوء بالقناديل . وكانت عادتهم إذا رأوه أخذوا جارية بكرا فزينوها

567

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 567
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست