responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 357


وعن مدينة الخليل عليه السلام وعن دمشق ومصر والملك الناصر وعن العراقين وملكهما وبلاد الأعاجم . ثم أذن المؤذن بالظهر فانصرفنا . وكنا نحضر معه الصلوات وذلك أيام البرد الشديد المهلك . فكان لا يترك صلاة الصبح والعشاء في الجماعة ويقعد للذكر بالتركية بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس . ويأتي إليه كل من في المسجد فيصافحه ويشد بيده على يده . وكذلك يفعلون في صلاة العصر . وكان إذا أوتي بهدية من زبيب أو تمر والتمر عزيز عندهم وهم يتبركون به يعطي منها بيده لكل من في المسجد .
حكاية فضائل السلطان طرمشيرين ومن فضائل هذا الملك أنه حضرت صلاة العصر يوماً ولم يحضر السلطان . فجاء أحد فتيانه بسجادة ووضعها قبالة المحراب حيث جرت عادته أن يصلي وقال للإمام حسام الدين الياغي : إن مولانا يريد أن تنتظره بالصلاة قليلاً ريثما يتوضأ . فقام الإمام المذكورة وقال : نماز ومعناها الصلاة براي حد أو براي طرمشيرين أي الصلاة لله أو لطرمشيرين . ثم أمر المؤذن بإقامة الصلاة . وقد جاء السلطان وقد صلي منها ركعتين فصلى الركعتين الأخريين حيث انتهى به القيام وذلك في الموضع الذي تكون فيه أنعلة الناس عند باب المسجد وقضى ما فاته وقام إلى الإمام ليصافحه وهو يضحك وجلس قبالة المحراب والشيخ الإمام إلى جانبه وأنا إلى جانب الإمام . فقال لي : إذا مشيت إلى بلادك فحدث أن فقيراً من فقراء الأعاجم يفعل هكذا مع سلطان الترك . وكان هذا الشيخ يعظ الناس في كل جمعة ويأمر السلطان بالمعروف وينهاه عن المنكر وعن الظلم ويغلظ عليه القول والسلطان ينصت لكلامه ويبكي . وكان لا يقبل من عطاء السلطان شيئاً ولم يأكل قط من طعامه ولا لبس من ثيابه .

357

نام کتاب : أدب الرحلات ( رحلة ابن بطوطة ) نویسنده : ابن بطوطة    جلد : 1  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست