نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 275
آيات موسى ، وبطل ما كان من الطوفان والجراد والقمل والضفادع ، فتحول ماؤهم دما ، فكانت الإسرائيلية تسقي القبطية من فمها ماء فيعود في فم القبطية دما عبيطا ، وتعض على الرغيف لتأكل منه فتعض على الضفدع ، وأتلف الجراد والقمل جميع ذروعهم ، وهدم الماء أبنيتهم ، وبعض منازلهم وتبين للناس أنه لا ينفعهم . وضاق صدر فرعون من ذلك ، فرجع إلى مداراة موسى عليه السلام ، ووعده أن يستخلفه على ملكه ، وأشار عليه هامان والكهان أن لا يفعل . ثم أمر الرعية أن يقتلوا موسى ، فخرج جماعة [ إلى ] [1] الموضع الذي فيه لذلك ، فأتت نار فأحرقتهم . ورأى فرعون كأنه أخذ برجليه ، ونكس على رأسه في حظيرة نار ، وكأنه يستغيث ، ويقول إني لمؤمن بموسى وربه فخلوا عنه ، فدعا هامان وعرفه ذلك ، وقال له لم يبق بعد هذا شئ ، وأريد أن أو من بموسى ، فقال له هو الذي عمل لك الرؤيا ليهولك ، فتريد أن تكون عبدا بعد أن كنت ربا ! وتستخف بك رعيتك ، وتسلب ملكك ! قال فتلطف به وبعد ذلك منعه منه ، وكان يبعث إليه سرا ويستنظره ، فلما تم الاجل ولم يفعل فرعون شيئا كثر البلاء عليهم ، وتهدمت منازلهم وفسدت زروعهم وكثرت الآيات في منازلهم . وكان الناس قد خافوا موسى وهابوه ، وكانوا يؤمنون به سرا ، فمن آمن به زال عنه الأذى فلما زاد الامر على فرعون أحضر موسى وقال له إن أحببتك ما لي عندك ؟ قال أردد شبابك ، وأضعف عمرك ، وآمنك من جميع العلل ، ومن زوال