نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 274
القصر ، ورفع نابه الآخر إلى أعلى القبة ولهب النار يخرج من فيه ، وقد أحرق مواضع من القصر ، فصاح فرعون عند ذلك ، واستغاث بموسى صلى الله عليه وسلم فزجره فعطف على الناس ليبتلعهم ، وبلع بعضهم فسقط بعضهم على وجوه بعض . وذهب ليبتلعهم فأمسكه موسى عليه السلام ، وعاد في يده عصا كما كانت ولم يروا لتلك المراكب أثرا ، وكان فيها من الحبال والعصي والناس والأعمدة والحجارة وما شربه من ماء النهر حتى بانت أرضه ترابا . فلما رأى السحرة ذلك ، ولم يروا لتلك الأعيان اثرا قالوا ما هذا عمل الآدميين ! وانما نصنع مخاييل لا تغيب عن الأعيان ، فقال لهم موسى أوفوا بوعدكم وإلا سلطته عليكم فيبتلعكم كما ابتلع غيركم . فعندها آمن السحرة بموسى عليه السلام ، وجاهروا فرعون ، ، وقالوا هذا من فعل إله السماوات وليس من فعل إله الأرض . [1] فقال فرعون قد علمت أنكم واطأتموه علي وعلى ملكي حسدا منكم لي ، وأمر مثل ذلك ، وجاهره فقطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف . وكانوا يرون مساكنهم من الجنة قبل أن يموتوا ، وجاهرته امرأته ففعل بها المؤمن ففعل به مثل ذلك . وكان الروحاني قد قال له إني رب السماء وأنت رب الأرض قد استخلفتك فيها ، فأنت رب كل من سكنها من الخلق ، فتجبر وادعى الربوبية وشق الأنهار وغرس الأشجار . فلما كان من امر موسى عليه السلام ما كان ، فسد ذلك الروحاني وسقطت الطلسمات ، وبعض الهياكل والمنارات وخرت الأصنام على وجهها ، وعلت
[1] هكذا في الأصل ، والصواب : وليس من السحر أو ما يشبه ذلك .
274
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 274