نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 276
ملكك ، وأعلى يدك على من ناوأك من الملوك ، وأكثر فيك نشاطك ، وأكلك وشريك . قال له فرعون إن فعلت ذلك فقد أنصفت فأنظرني إلى غد ، ثم شاور هامان فمنعه ، وقال له نموت غدا أصلح لنا ، قال فلما يئس منه قال فأطلق لي بني إسرائيل قال انما تربد اخراجهم من بلدي لتكون عليهم أميرا ملكا ، وانا انتفع بخدمتهم ، وهذا حسد منك لي . قال له موسى عليه السلام فأنتقل على أن لا تدعي الربوبية ، قال إذا انقص من أعين الناس ، قال فان الله سيهلكك ويهلك قومك ، وتصير أرواحكم إلى نار حامية ، قال فإني أفعل ذلك معك سرا ولا افعله جهرا ، وأقرب للآلهة [1] القرابين العظام . قال موسى عليه السلام إن إلهي لا يرضيه إلا أن يؤمن به الناس أجمعون ، فأما أن تؤمن به وحدك سرا دون الناس ، فلا يرضيه ذلك ولا يقبله منك سرا حتى تظهره . قال وإن لم تفعل ذلك فان الله مهلك وأهلك ، وعلامة هلاكك أن لا يبقى لك هيكل إلا تهدم ولا صنم إلا خر ، وقد خالفت ما دعوتك إليه مرارا كثيرة ، وأنا أحذرك الخلاف ، وإن الله سيعجل لك العقوبة ولا ينظرك . ثم إن فرعون طول مطل موسى عليه السلام بما وعده في امر بني إسرائيل ، ولم ينجزه ، ورأى موسى عليه السلام أنه لا يرجع إلى خير ولا ينفع فيه وعظ ، وخاف أن يفجأ بني إسرائيل بايذاء كثير ، فعزم على الخروج عنه ببني إسرائيل . وحضر لبني إسرائيل عيد كانوا يجتمعون فيه ، فأمر موسى عليه السلام نساء بني إسرائيل أن يستعرن حلي نساء القبط ، ويأخذن منه ما يقدرن عليه من ثيابهن ، ويتزين به في عيدهن ، ففعلن ذلك ، ثم دعونهن في عيدهن فأكلن معهن وشربن .