نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 112
ولما ولد له نوح عليه السلام والملك يومئذ درمشيل به يمحويل بن خنوخ ابن يحمور بن قابيل بن آدم عليه السلام ، وكان قد تجبر وقهر الملوك على ما تقدم ، لكنا نعيد ذكره هنا لما ورد في هذا الخبر من الزيادة والاستقصاء . وكان إبليس قد استمال الملك ودعاه إلى عبادة الكواكب ودين الصابئة ، وقال له هو دين أجدادك ، فأجابه وعمل له الشيطان هياكل وأصناما عبدوها . ويقال إنه له يستخرج أحد من المعادن والجوهر واللؤلؤ والمرجان أكثر مما كان في وقت الدرمشيل ، وكان شديدا على نوح والله تعالى يحفظه منه وعاش الملك ثلاثمائة سنة . ونبأ الله تعالى نوحا عليه السلام وهو ابن مائة وخمسين سنة وأرسله إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، وعاش بعد الطوفان مائة سنة ، وكان أول نبي بعد إدريس عليهما السلام . وكانت شريعته التوحيد والصلاة والزكاة والصيام والحج وجهاد الأعداء ، فدعا قومه إلى الله تعالى وحذرهم عذابه ، وكلما قام فيهم ودعاهم عنفوه وحذروه وأخفوا أمره عن الملك ، وكان يحضر هياكلهم وبيوت أصنامهم ، فإذا قال لهم قولوا لا إله إلا الله وإني عبد الله ورسوله جعلوا أصابعهم في آذانهم وادخلوا رؤوسهم في ثيابهم تبرءا مما يقول . ولما قال لهم يوما قولوا لا إله إلا الله وقعت الأصنام على وجوهها فقاموا إليه فضربوه حتى سقط على وجهه ، وعرف الملك خبره فأحضره وقال له ما هذا الذي بلغني عنك من مخالفتك لديني وما عليه بنو أبيك وسبك لآلهتنا ؟ وما هذا السحر الذي أسقطت به الأصنام عن كراسيها ؟ ومن الذي علمك ذلك ؟
112
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 112