نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 113
فقال له نوح عليه السلام لو كانت آلهة كما تزعم ما سقطت ، وأنا عبد الله ورسوله فاتق الله تعالى ولا تشرك به شيئا ، فإنه يراك فأمر بحبسه . إلى أن يحضر عيد الأصنام فيذبحه تقربا إليه . وأمر برد الأصنام على كراسيها ، وإصلاح ما تغير منها ، وحان العيد وقرب فنادى في الناس أن يجتمعوا ليروا ما يصنع به ، فدعا عليه نوح عليه السلام فأصابه صداع في دماغ رأسه أذهب عقله ، فأقام أسبوعا ثم هلك فحمل على سرير ذهب ، وطيف به في هياكل الأصنام ، وهم يبكون عليه ثم دفنوه ، وشتموا نوحا ونالوا منه بألسنتهم كل قبيح . وولى الملك ابن الدرمشيل فأخرج نوحا من حبسه ، وزعم أنه مجنون وتقدم إليه ونهاه أن لا يعود إلى ذلك الفعل فأقام إلى أن اجتمعوا في بعض أعيادهم عكوفا على أصنامهم فخرج حتى أتى جمعهم . فقال : قولوا لا إلا إله الله وإني عبد الله ورسوله ، فتساقطت الأصنام وقاموا إلى نوح عليه السلام فضربوه وشجوه وسحبوه على وجهه ، ثم أتوا به الملك فقال له الملك ألم أصفح عنك ، وأسرحك من حبس أبي على أن لا تعاود ؟ فقال له إني عبد مأمور بما أفعله ، قال ومن أمرك ؟ قال إلهي ، قال ومن إلهك قال إله السماوات والأرض وما فيها وخالق الخلائق أجمعين ، قال وبماذا أمرك ؟ قال ادعو الناس إلى عبادته وحده ، واخلع الأصنام ، وأعمل بما فرضه الله تعالى من الصلاة والزكاة والصيام قال فان لم نفعل ما تقول ، قال الامر إليه إن شاء أهلككم وإن شاء أمهلكم ، قال فاترك إلهك وما يريده وكف أنت عنا نفسك ، قال ما ينبغي لي أن أكف ولا أقدر لأني عبد مأمور ، فأمر بحبسه إلى أن يتقرب به إلى الأصنام .
113
نام کتاب : أخبار الزمان نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 113