نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 277
وركبكم على تفرقكم ، وكنتم له نهزة الخاطف ، وإن ثبتم على اجتماعكم هاب القوم الاقدام عليكم ونزع إليكم أهل رأيكم وغيرهم ممن يسعى على نصر بما يكره ، وإني لأرجو أن يكون ما قضى الله من اجتماعكم شيئا قويا لعزكم وقوتكم . وقال سليمان بن كثير : صدق والله أبو صالح ، والله ما تفرق قوم بعد اجتماعهم إلا ذلوا وأكلوا ، وقد رأيتم عند هذه الفزعة ما سركم من الكثرة والقوة ، فقال أبو مسلم : " الرأي والله يا أبا محمد ما رأيتما ، واتفق القوم على [ 134 ب ] ذلك ، فلما أصبحوا ، وذلك يوم الخميس لخمس بقين من شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومئة عسكر بهم أبو مسلم في حائط حصين لسليمان ، وفشا خبرهم فأقبلت الشيعة من كل وجه . وقدمت الدعاة بمن [1] أجابهم من إخوانهم فلم يسموا يومهم ذلك حتى صاروا نحوا من الفين ، وصبحهم من الغد مثلهم ، وتتابع الناس إليهم ، فأتاهم عيسى بن شبل [2] وأبو الوضاح وأبو قرة في نحو من ألف رجل ، فأفطروا وقد كثر جمعهم ، وسودوا ثيابهم ، ونصبوا أعلامهم ، ونشروا راياتهم ، فصلى بهم سليمان بن كثير يوم العيد ، وهي أول جماعة كانت لأهل الدعوة . فبينما هم على ذلك إذ قدم على أبي مسلم كتاب من أبي سلمة : متى ظهرت فلا تعدلن بأن تخندق على نفسك ومن معك فإن ذلك رأي الامام ، وفيه عزك ، وسينزع إليك أعداء نصر ومن حاربه ليتعززوا بك ، ودافع الحرب ما استطعت ، وقدم وأخر ، ولا توحش نصرا منك إلى دخول المحرم . فأقام أبو مسلم بمعسكره اثنين وأربعين يوما ، وبعث عمرو بن أعين وأبا داود إلى طخارستان [3] لما أمر من بها من الشيعة بالاستعداد إلى أن
[1] في الأصل : " من " . [2] انظر ص 217 و 222 من هذا الكتاب . [3] انظر الطبري س 2 ص 1953 . وعن طخارستان ، انظر معجم البلدان ج 4 ص 23 .
277
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 277