نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 276
الكرماني أن يكفا عنك ولا يعينا عليك ، ولعلهما سيميلان إليك أن لطفت لهما ، واجمع إخواننا فإنه لا يستقيم الاقدام على منافرة القوم إلا بعد مناظرتهم في ذلك ، فبعث إليهم فاجتمعوا فخبرهم بما انتهى إليه عن نصر ، وما رأى من المبادرة بالظهور قبل استحكام مكيدة عليهم ، فوافقه القوم على ذلك ، ونشطوا له ، واتعدوا لاظهار أمرهم يوم الفطر من سنة تسع وعشرين ومئة ، فاستعد القوم لذلك . وإنهم كذلك إذ خرج الحسن بن يزيد العنبري رأس بني تميم إلى جوسق له بقرية خرق [1] ومعه يعقوب الأعسر في خيل بني تميم ، فجلس على دكان له حتى أظلم الليل ، وأمر بنار فأججت فسطع شهابها وأصحابه جلوس معه ، فرأى ذلك أهل شنفير فظنوا أنها نار رفعها الحسن لموعد بينه وبين بني تميم يجتمعون لها ، فأمر أبو مسلم فرفعت من الموضع الذي كان فيه بشنفير نار ، فاجتمع إليهم من كان في قرى خزاعة وغيرها ممن عرف أمرهم ومن لم يعرفه ، فأما من عرفه فلدعوتهم ، وأما من لم يعرفه فاجتمعوا لمنع أبي مسلم [ 134 أ ] إذ حل بينهم وفي جوارهم ، والدفع عن حرمتهم . وبعث سليمان من تعرف لهم قصة النار وسبب رفعها ، فانصرف رسوله فخبره أنها نار أججت ليصطلوا بها ويستضيئوا بها ، وليست لشئ مما ظنوا . وأصبحوا على ذلك ، فلما تيقنوا الخبر أرادوا التفرق والكف لما كانوا وقتوا وواعدوا عليه إخوانهم من الظهور في يوم الفطر ، فقال لهم كامل بن المظفر : إن ما كان مستترا من أمرهم قد انكشف بما كان منكم في هذه الليلة ، ولا ينتصف النهار حتى يشيع ذلك ، ويبلغ نصرا وغير نصر وتسير به الركبان ، فأنتم الآن من أهم الأمور إلى نصر وأعظمها بلية عليه في نفسه ولم يأل [2] عن قمعكم فإن تفرقتم انتهز ذلك منكم
[1] خرق ، قرية كبيرة بمرو . معجم البلدان ج 2 ص 160 . [2] في الأصل : " ولم يألوا " .
276
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 276