responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول    جلد : 1  صفحه : 210


عاملان ، أحدهما يعمل للدنيا ويكدح لها ويجهد نفسه فيها رجاء ثواب فان زائل ، وعامل يعمل لآخرته رجاء ثوابها مخافة عواقب الأمور فيها ، فبذل نفسه لله وماله وولده ومناصحته لأوليائه ، فهذا ما أصبح عليه سعاة الناس وأولياؤهم ، البر منهم والفاجر ، والمؤمن منهم والكافر . فاعقلوا عن الله أمره ، واتعظوا بمواعظه ، وأوفوا بعهده وعقده ، وتمسكوا بصالح الذي عاهدتم الله عليه ، وأدوا الأمانة فيما عهد إليكم من أوليائه ، وخافوا الله أن تعصوه في شئ مما أمركم به واعتصموا بحبل الله جميعا ، وخذوا بحظكم منه ، واشكروا بلاءه الذي أصبح بكم من سوابغ نعمه ، واعتبروا ما بقي بما سلف ، وإنما ضرب الله لكم أمثال ما مضى من الأمم لتعقلوا عن الله أمره فإنكم قد رأيتم من الدنيا وتصرفها بأهلها إلى ما صار من مضى منهم ، وخير ما يصيب الناس فيما بقي من الدنيا ما أصاب الصالحون منها ، ومن يقس شأن الدنيا بشأن الآخرة يجد بينهما فوتا بعيدا . ثم اعلموا علما يقينا أن لأهل ولاية الله منازل معروفة كأنما ينظرون فيما أعطاهم الله من اليقين إلى عواقب الأمور ومستقرها ، فعليكم بمحاب الله وصدق الحديث ووفاء [1] بالعهد [ 99 ب ] وأداء الأمانة ، وترك الخيانة ، وبذل السلام ، وطيب الكلام ، وحسن العمل ، وقصر الامل ، وترك الحرام ، وأخذ الحلال ، وعرفان الحق ، وإنكار الباطل ، ولزوم الايمان ، والتفقه [2] في القرآن واتباع التقوى وفراق الهوى ، واجتناب قرناء السوء ، وحذار الدنيا ، وحب الآخرة ، والصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء ، والفرار من العذاب ومن سوء الحساب ، وكظم الغيظ ، ولين الجانب ، وفعل المعروف ، وذكر النعم ، واجتناب السيئات ، والرغبة في الحسنات ، فإن من محاب الله وطاعته



[1] لعلها : والوفاء بالعهد .
[2] في الأصل : " التفقد " .

210

نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست