responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول    جلد : 1  صفحه : 209


وهو أهون عليه ، وله المثل الاعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ، فتبارك ذو الفضل العظيم . أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله الذي لا يزيد في ملكه من أطاعه ، ولا ينقص من ملكه من عصاه ، بيده الملك ويبقى ملكه ، وهو عزيز ذو انتقام . فأعلموا أنفسكم لما خلقكم الله له فإن الله لم يخلقكم إلا لعبادته ، فناصحوا الله ما استطعتم بولاية [ 98 ب ] أوليائه ، وراقبوه في سر أمركم وعلانيتكم ، واخشوا الله من كل قلوبكم ، وتقربوا إليه بحسن أعمالكم فإنكم لذلك خلقتم ، وبذلك أمرتم ، وعليه خصصتم ، وله ابتغيتم ، فإنكم متى تواظبوا على ذلك تجدوا معه راحة من نصب الدنيا ، وتراضوا بما قسم لكم منها ، وتصبروا على كل [1] ما منعتم من زينتها ، فلا تغتروا [2] بشئ من أمر الدنيا عما ينفعكم الله به في الآخرة ، فإن العباد لو أعطوا الدنيا وما فيها من ملك ومال ثم لم يعرفوا الله فيما أعطاهم فيها حقه الذي اشترط لنفسه وأوجبه لأوليائه لم تزدد منهم إلا بعدا ، فاتقوا الله ما استطعتم ، وقدموا خيرا لأنفسكم ، فإن الله تبارك وتعالى يقسم الرزق يوما بيوم ، وعلى قدر ما قسم يطلب حق بعضهم من بعض لبعض . فاعرفوا حق الله واصبروا عليه ، ولا تجعلوا دينكم وما عرفكم الله من حقه تبعا للدنيا فإنما خلقت بلاء وفتنة ، وضرب لها أجل إذا انتهى إليه ينفد [3] ، فعليكم بالتوكل على الله فيما أوجب عليكم من حقه فإنه لم يخب من اعتصم بالله واتقى وصبر على ما اصابه فإن ذلك من عزم الأمور ، فإنكم قد علمتم من العلم ما قد عظم به النعم وأبلغ إليكم في الحجة ، فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، إنما يتذكر [ 99 أ ] أولو الألباب ، فكذلك لا يستوي



[1] كررت " كل " في الأصل .
[2] في الأصل : " فلا تغتدوا " .
[3] في الأصل : " ينبذ " .

209

نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست