نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 177
الله عليه وسلم أن يتزوج في الأنصار إلا رغبة عنهم ، ولقد أصهر إلى غيرهم من العرب . فقال أبو هاشم : أو كل من لم يصهر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العرب يشينه ذلك ويسب به ، فها نحن بني [1] هاشم لم يتزوج فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أفذاك سبة علينا ؟ ولقد حدثني الثقة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذلك فقال : ما حي من العرب أحب إلي من الأنصار ، ولولا أن في الأنصار غيرة شديدة أكره لها نساءهم لأصهرت إليهم ، فكانوا أحب من أصهر إليه . فقال له الوليد : لأنك لشديد النصر للأنصار يا أبا البنات ، ولم يكن لأبي هاشم ولد ذكر . فقال أبو هاشم : ما البنات بعار على ذي البنات ، فقد كان نبي الله لوط أبا بنات ، وكان نبي الله شعيب أبا بنات ، وكان خير البرية محمد [2] صلى الله عليه [ 81 أ ] وسلم أبا بنات ، فبهم الأسوة لا بمن أذكر فلم يشكر . فعنت الوليد من قوله ، ورأى أنه قد استخف به في جوابه ، وعرض به ، فقال : إنك للخصم [3] الألد ، ارحل عن جواري . فقال أبو هاشم : أرحل والله عن جوارك فما الشام لي بوطن ولا أعرج فيها على شجن ، ولقد أطلت فيها حبسي ، وكثر فيها ديني ، وقلت بها فائدتي ، وما أنا لك بحامد ، ولا إن أعفيتني إليك بعائد . فبلغنا أنه قال له : فإني قد أعفيتك إلى يوم الحشر ، فخرج عنه أبو هاشم . وكان الوليد أول ملوك بني أمية تكبر في نفسه ، وسار في الناس بالجبرية والخيلاء ، خلا ما كان عليه من كان قبله ، وما كان الناس يكلمون به معاوية ويزيد وعبد الملك من دعائهم بأسمائهم ، وانتصافهم منهم في
[1] في الأصل : " بنو " . [2] في الأصل : " محمدا " . [3] في كتاب التاريخ " للحضيم " 247 ب .
177
نام کتاب : أخبار الدولة العباسية نویسنده : مؤلف مجهول جلد : 1 صفحه : 177