responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 96


المنفرد أبعد ، وعلى ان عليا ( عليه السلام ) لم يولد في دار الاسلام ، وانما ولد في دار الشرك ، وربي بين المشركين ، وشاهد الأصنام ، وعاين بعينه أهله ورهطه يعبدونها ، فلو كان في دار الاسلام لكان في القول مجال ، ولقيل انه ولد بين المسلمين ، فاسلامه عن تلقين الظئر وعن سماع كلمة الاسلام ومشاهدة شعاره لأنه لم يسمع غيره ولا خطر بباله سواه ، فلما لم يكن ولد كذلك ، ثبت ان اسلامه اسلام المميز العارف ، بما دخل عليه . ولولا انه كذلك لما مدحه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بذلك ، ولا أرضى ابنته فاطمة لما وجدت من تزويجه بقوله لها : زوجتك أقدمهم اسلاما ولا قرن إلى قوله " وأكثرهم علما وأعظمهم حلما " ، والحلم : العقل ، وهذان الأمران غاية الفضل ، فلولا انه أسلم اسلام عارف عالم مميز لما ضم اسلامه إلى العلم والحلم اللذين وصفه بهما ! وكيف يجوز ان يمدحه بامر لم يكن مثابا عليه ، ولا معاقبا به لو تركه ، ولو كان اسلامه عن تلقين وتربية لما افتخر هو ( عليه السلام ) ( به ) [1] على رؤوس الاشهاد ، ولا خطب على المنبر ، وهو بين عدو ومحارب ، وخاذل ومنافق فقال : انا عبد الله وأخو رسوله ، وانا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم ، صليت قبل الناس سبع سنين ، وأسلمت قبل اسلام أبي بكر وآمنت قبل ايمانه ! فهل بلغكم ان أحدا من أهل ذلك العصر أنكر ذلك أو عابه أو ادعاه لغيره ، أو قال له : انما كنت طفلا أسلمت على [2] تربية محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذلك ، وتلقينه إياك ، كما يعلم الطفل الفارسية والتركية منذ يكون رضيعا ، فلا فخر له في تعلم ذلك ، وخصوصا في عصر قد حارب فيه أهل البصرة والشام والنهروان ، وقد اعتورته الأعداء وهجته الشعراء ، فقال فيه النعمان بن بشير :
لقد طلب الخلافة من بعيد * وسارع في الضلال أبو تراب



[1] تكملة من : أ .
[2] " عن " .

96

نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست