نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 95
انه أسلم وهو ابن عشر لم يلزم ما قاله الجاحظ ، لان ابن عشر قد يستجمع عقله ، ويعلم من مبادئ المعارف ما يستخرج به كثيرا من الأمور المعقولة ، ومتى كان الصبي عاقلا مميزا كان مكلفا بالعقليات ، وان كان تكليفه بالشرعيات موقوفا على حد آخر وغاية أخرى ، فليس بمنكر ان يكون علي ( عليه السلام ) وهو ابن عشر قد عقل المعجزة ، فلزمه الاقرار بالنبوة ، وأسلم اسلام عالم عارف ، لا اسلام مقلد تابع ، وان كان ما نسقه الجاحظ وعدده من معرفة السحر والنجوم والفصل بينهما وبين النبوة ، ومعرفة ما يجوز في الحكمة مما لا يجوز ، وما لا يحدثه إلا الخالق ، والفرق بينه وبين ما يقدر عليه القادرون بالقدرة ، ومعرفة التمويه والخديعة والتلبيس والمماكرة ، شرطا في صحة الاسلام لما صح اسلام أبي بكر ولا عمر ولا غيرهما من العرب ، وانما التكليف لهؤلاء بالجمل ومبادئ المعارف لا بدقائقها والغامض منها ، وليس يفتقر الاسلام إلى أن يكون المسلم قد فاتح الرجال وجرب الأمور ونازع الخصوم ، وانما يفتقر إلى صحة الغريزة وكمال العقل وسلامة الفطرة ، ألا ترى ان طفلا لو نشأ في دار لم يعاشر الناس بها ، ولا فاتح الرجال ولا نازع الخصوم ، ثم كمل عقله وحصلت العلوم البديهية عنده ، لكان مكلفا بالعقليات ! فاما توهمه ان عليا ( عليه السلام ) أسلم عن تربية الحاضن ، وتلقين القيم ، ورياضة السائس ، فلعمري ان محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان حاضنه وقيمه وسائسه ، ولكن لم يكن منقطعا عن أبيه أبي طالب ، ولا عن اخوته طالب وعقيل وجعفر ، ولا عن عمومته وأهل بيته ، وما زال مخالطا لهم ، ممتزجا بهم ، مع خدمته لمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فما باله لم يمل إلى الشرك وعبادة الأصنام لمخالطته اخوته وأباه وعمومته وأهله ، وهم كثير ، ومحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واحد ! وأنت تعلم ان الصبي إذا كان له أهل ذوو كثرة ، وفيهم واحد يذهب إلى رأي مفرد ، لا يوافقه عليه غيره منهم ، فإنه إلى ذوي الكثرة أميل ، وعن ذي الرأي الشاذ
95
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 95