نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 353
يحفظ مقام العلم والعلماء ، والحكمة والحكماء ، والايمان والمؤمنين ، وكيف كان يقوم طوال حياته المديدة الطويلة بما يجلب للانسانية من السعادة ويشملها بالخيرات الروحية والجسمية ، وكيف كان يبث العلم والعمل ، وإن شئت فعد إلى نهج البلاغة لترى آراءه الاجتماعية وقضاءه وسياسته ، وعد إلى عهد مالك ورسائله إلى عماله وبنيه ، وخطبه العظيمة ، ثم عد إلى عمله لتراه عاملا ومزارعا وقاضيا وواليا ومحاربا ومجاهدا يواسي الفقير واليتيم والأسير لوجه الله فهو يريد أن يعيش كعيشة أقل افراد حكومته ليتحسس بأذواقهم واحساسهم ، ويوصي بذلك عماله ، ويتساوى عنده القوي والضعيف ، والفقير والغني ، والأبيض والأسود ، ولا يفرق بين الافراد ساعة العدالة من أية ملة ومذهب ودين ولون وجنس ، ولا يصرف بيت المال إلا بالعدل والانصاف وإلى أقصى ما امر به الله ورسوله ، وهكذا كان ولاته فمن مثله ؟ وكيف كانت في عهده المديد لو ساعد الحظ الأمة وتولى الأمر ؟ وكيف كان يسود السلام والوئام والخير الكرة الأرضية ؟ وكيف كان يعم الوفاق العالم ؟ وكيف لا يعم ونحن نرى تأخر الاسلام انما كان بسبب عدم اتباع الشرع وحدود الله فنرى اختلاف امراء بني أمية في الغرب يوقف تقدمهم في أوربا ، واختلافات بني العباس والتفرقة وعدم تمسكهم بالأصول تؤخرهم في الشرق ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى تجد في زمن عمر كيف يحكم الخليفة بإحراق الكتب في الإسكندرية وبلاد فارس فيعيد البشر آلاف السنين القهقري ، إذ قد أحرق نتائج أفكار فحول العلماء والحكماء والأدباء والفنيين من جهة ، ومن جهة أخرى أوقف المعارف الاسلامية بوقف الحديث ومنعه ، ثم الدرس بيد أبناء الطلقاء والمنافقين أولئك الذين لما يدخل الايمان في نفوسهم ، وكيف يستطيع غير ذلك وقد قضى أكثر حياته مشركا ولم تكن له اثرة في العلم والحكمة والشجاعة والتقوى والسابقة والأصالة البيتية ، وفاقد الشئ كيف يعطيه ! ، فكيف تريد أن يعم العلم والعدل والحق والمعرفة والتقوى والأصالة إلا ممن يحملها ويعيرها وزنا ،
353
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 353