responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 335


بالوحدانية والنبوة ، فهم في أمان الله . نعم قضى الاسلام على جميع العادات والاخلاق والمنازعات والتعصبات والفروق الجاهلية ، كما قضى على جميع الأنظمة والقواعد والأحقاد والمشاحنات والمطالبات المالية والدموية والعرقية وكلما كان من عرف ونواميس الجاهلية ، وأقام مقاييس إنسانية معنوية منطقية فطرية ، وحدودا إلهية جاء بها القرآن الكريم ، وسنها النبي العظيم ، تقوم جميعها على الدليل والبرهان ، فلا ظلم ولا اعتداء ، ولا هتك ولا تعد لمقاصد شخصية وفوارق ذاتية وأنانية ، فلا حد إلا بنص ، ولا تغريم إلا بجرم خالف فيه الفرد شرع الله وشرع رسوله ، ولا اجتهاد امام النص ، ولا اجتهاد في كلمة إلا من بالغ عاقل عالم عادل مؤمن مذكر طاهر المولد هو رسول الله أو من نص عليه .
فيه رفع الله قيمة النفس الانسانية فقال : ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) ذلك العهد الذي جعل فيه لمكارم الاخلاق والبر والاحسان المقام الجليل في كل شئ فقال : ( واما اليتيم فلا تقهر * واما السائل فلا تنهر * واما بنعمة ربك فحدث ) . ومن هو السائل ؟ نعم كل سائل سواء أكان عن مال أو طريق أو حديث أو أي طلب آخر ، وفيه امتدح اكرام المسكين واليتيم والأسير فقال : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) وفيه مئات وألوف من القواعد والأصول الانسانية في جميع المجالات الاجتماعية والأخلاقية العامة والخاصة ، وفيه رفع شأن العلم فقال : ( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ؟ وقد حذر فيه من التعدي على حدود الله ورسوله حين قال ( ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون ) وفيه تهذيب الاخلاق وتهذيب النفس والاصغاء إلى وحي العقل السليم ( فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب ) [1] . وقوله في



[1] سورة الزمر ، الآية 17 - 18 .

335

نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست