نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 283
الحكيم الأقدر ، والفيلسوف الأعلى ، وأكثرهم علما وأوسعهم فكرا . وبهذا فقط تسير الأمور على فطرتها ، ويقوم كل واحد حق قيام بما أسند له بكفاءة ومقدرة . وقد وضع لذلك حلولا عملية وأولها التعليم والتهذيب العام بالاستيلاء على الأطفال دون العاشرة لهذا الغرض وضبط الكبار عن المفاسد . ويهتم منذ البدء بنشاط الجسم والفكر بالرياضة والموسيقى والتعويد على الحرية الفكرية والنفسية ، لذا فهو يمنع التعليم الاجباري للابتعاد عن الشعور بالحقارة ، فهو يرى ذلك بالتشويق والتحبيب ، وهنا يرى أفلاطون وجوب مد القوانين الأدبية بسلطة كامنة عن طريق الدين والايمان بالله بالرجاء والعطف والتضحية ، وبعد السادسة عشرة امتحانهم في أمور نظرية وعمومية فمن سقط كان من الطبقة الأولى ، وهم الكتاب والصناع والفلاحون ثم تعليم لعشر سنين أخرى يليه امتحان أصعب ، ومن رسب فهو من الطبقة الثانية وهم مساعدو الحكام وضباط الجيش ، ولإقصائهم عن الطبقة الأولى كي لا يتحدوا ويشكلوا خطرا على الدولة ، باعتبارهم الأكثرية للانتفاضة على الدولة ، يجب اقناعهم نفسيا ودينيا ان ذلك من الله ولن يتغير ، وأجاز ذلك التلقين ولو عن طريق أساطير وقصص خرافية ، ومن نجح دخل في الفلسفة وتعلم علوم ما وراء الطبيعة والحكمة في الحكم لخمس سنوات ، وبعدها يتعلمون تمييز الحقائق وراء الصور ، وبعد الخمس سنوات يتعلمون تطبيق هذا المذهب على شؤون الناس فيكون مجموع السنين 30 سنة يكونون فلاسفة نظريا وقد أبصروا شمس الحقيقة ، وبعدها عليهم التوغل في الظلمات إلى تلك الظلمات التي يعيش فيها سواد الناس والأشياء لتطبيق النظريات على الحقائق ، وخوض معمعة الحياة العملية والمناقشات الموجودة بين مختلف طبقات التجار والصناع وغيرهم وما يرونه من منافسات ومصادمات وحيلة ومكر ، وامتزاجهم بهم بالكسب والجهد ، ومدة دراستهم فيها خمس عشرة سنة ، وهي آخر محك ، وفيها يعرف الفائز من الراسب بعد بلوغ الخمسين ، وقد أتقن الحكمة نظريا وعمليا
283
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 283