نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 240
وعندها يقول قد عرض علي عذابكم وهو الذي أمر وعمل ، وما هو القصد من هذه الرواية على سخافتها سوى إبداء رأي أبي بكر ، وبعدها عظمة اجتهاد عمر ، وبعدها لا يبالي مهما أصاب رسول الله من سخافة الرأي وقلة الابصار . بل وأبان ظلم الله لإنزال العذاب على من لم يقترف جرما . 2 - وروى ابن أبي الحديد في غزوة بدر عن الواقدي أنه قال : لما جئ بالأسرى كره ذلك سعد بن معاذ فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : كأنه شق عليك أن يؤسروا ! قال : نعم يا رسول الله ، كانت أول وقعة التقينا فيها والمشركين فأحببت ان يذلهم الله وان يثخن فيهم القتل . إلى أن قال ابن أبي الحديد : واما الحديث الذي فيه " لو نزل عذاب الله لما نجا منه إلا عمر " فالواقدي وغيره من المحدثين اتفقوا على أن سعد بن معاذ كان يقول مثل ما قاله عمر بل هو المبتدئ بذلك الرأي ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد في العريش وقد مر ما ذكرنا عن الوضع في فضائل أبي بكر وعمر وعثمان . 3 - واليك رواية أبعد عن المنطق ، قال ابن أبي الحديد : ثمة حديث في المعنى أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما اختلف أبو بكر وعمر قال " مثل أبي بكر في الملائكة كميكائيل ينزل برضاء الله . وعفوه على عباده والأنبياء كإبراهيم إذ قال : فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ، وكعيسى إذ يقول : إن تعذبهم فإنهم عبادك وان تغفر لهم . . . الخ ، ومثل عمر في الأنبياء كنوح إذ قال : " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا " وكموسى إذ قال : " ربنا اطمس على أموالهم " وهكذا ترى ان هذه الروايات من التي وضعت في زمن معاوية . وما ذكر من فك الأسرى والفداء فقد جرى كل شئ حسب الآيات النازلة وما أوحى به الله على نبيه . وكأنما إذ ينقلون ذلك عن عمر وأبي بكر واتباع آرائهم ان ليس هناك وحي ولا نبوة ، أوليس هناك من المهاجرين والأنصار ممن يعتد
240
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 240