نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 193
أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) [1] ، وقال الله تعالى : ( ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح ) [2] . فمواقف الناس في الجهاد على أحوال ، وبعضهم في ذلك أفضل من بعض . فمن دلف إلى الأقران واستقبل السيوف والأسنة كان أثقل على أكتاف الأعداء لشدة نكايته فيهم ممن وقف في المعركة وأعان ولم يقدم ، وكذلك من وقف في المعركة وأعان ولم يقدم إلا أنه بحيث تناله السهام والنبل أعظم عناء وأفضل ممن وقف حيث لا يناله ذلك . ولو كان الضعيف والجبان يستحقان الرئاسة بقلة بسط الكف وترك الحرب وان ذلك يشاكل فعل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لكان أوفر الناس حظا في الرئاسة وأشدهم لها استحقاقا حسان بن ثابت ، وان بطل فضل علي ( عليه السلام ) في الجهاد ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان أقلهم قتالا - كما زعم الجاحظ - ليبطلن على هذا القياس فضل أبي بكر في الانفاق لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان أقلهم مالا . وأنت إذا تأملت امر العرب وقريش ، ونظرت السير وقرأت الاخبار عرفت انها تطلب محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتقصد قصده وتروم قتله فان أعجزها وفاتها طلبت عليا وأرادت قتله ، لأنه كان أشبههم بالرسول حالا وأقربهم منه قربا ، وأشدهم عنه وقعا ، وانهم متى قصدوا عليا فقتلوه أضعفوا امر محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكسروا شوكته ، إذ كان [ علي ] أعلى من ينصره في البأس والقوة والشجاعة والنجدة والاقدام والبسالة ، ألا ترى إلى قول عتبة بن ربيعة يوم بدر وقد خرج هو واخوه شيبة وابنه الوليد بن عتبة فاخرج إليهم الرسول نفرا من الأنصار فاستنسبوهم فانتسبوا لهم فقالوا : ارجعوا إلى قومكم ثم نادوا : يا محمد ! اخرج إلينا أكفاءنا من قومنا ، فقال
[1] سورة التوبة ، الآية 111 . [2] سورة التوبة ، الآية 120 .
193
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 193