نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 140
كان اقدامه طباعا وفراره طباعا [1] . قال شيخنا أبو جعفر ( رحمه الله ) : فيقال له : فلعل انفاق أبي بكر على ما تزعم أربعين الف درهم لا ثواب له ، لان نفسه ربما تكون غير معتدلة لأنه يكون مطبوعا على الجود والسخاء ، ولعل خروجه مع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم الهجرة إلى الغار لا ثواب له فيه ، لان أسبابه كانت له مهيجة ودواعيه غالبة ، محبة الخروج ، وبغض المقام ، ولعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في دعائه إلى الاسلام ، واكبابه على الصلوات الخمس في جوف الليل ، وتدبيره امر الأمة لا ثواب له فيه ، لأنه قد تكون نفسه غير معتدلة ، بل يكون في طباعه الرياسة وحبها ، والعبادة والالتذاذ بها ، ولقد كنا نعجب من مذهب أبي عثمان ان المعارف ضرورة ، وانها تقع طباعا وفي قوله بالتولد وحركة الحجر بالطبع ، حتى رأينا من قوله ما هو أعجب منه ، فزعم أنه ربما يكون جهاد علي ( عليه السلام ) وقتله المشركين لا ثواب له فيه ، لأنه فعله طبعا ، وهذا اطرف من قوله في المعرفة وفي التولد . قال الجاحظ : ووجه آخر ان عليا لو كان كما يزعم شيعته ما كان له بقتل الأقران كبير فضيلة ، ولا عظيم طاعة ، لأنه قد روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال له : " ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين " ، فإذا كان قد وعده بالبقاء بعده فقد وثق بالسلامة من الاقران ، وعلم أنه منصور عليهم وقاتلهم ، فعلى هذا يكون جهاد طلحة والزبير أعظم طاعة منه [2] . قال شيخنا أبو جعفر ( رحمه الله ) : هذا راجع على الجاحظ في النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لان الله تعالى قال له ( والله يعصمك من الناس ) [3] ، فلم يكن له في جهاده كبير طاعة ،
[1] انظر العثمانية ، 470 ، 48 . [2] انظر العثمانية : 49 و 50 . [3] سورة المائدة ، الآية 67 .
140
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 140