نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 139
طالب إلى الاقران بالسيف ؟ فأيما قلت من ذلك بانت عداوتك لله تعالى ولرسوله ، وان كان مشيه ليس على وجه مما ذكرت ، وانما كان على وجه النصرة والقصد إلى المسابقة إلى ثواب الآخرة والجهاد في سبيل الله ، واعزاز الدين ، كنت بجميع ما قلت معاندا وعن سبيل الانصاف خارجا ، وفي امام المسلمين طاعنا ، وان تطرق مثل هذا الوهم على علي ( عليه السلام ) ليتطرقن مثله على أعيان المهاجرين والأنصار أرباب الجهاد والقتال ، الذين نصروا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنفسهم ووقوه بمهجهم وفدوه بأبنائهم وآبائهم ، فلعل ذلك كان لعلة من العلل المذكورة ، وفي ذلك الطعن في الدين وفي جماعة المسلمين . ولو جاز أن يتوهم هذا في علي ( عليه السلام ) وفي غيره لما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حكاية عن الله تعالى لأهل بدر " اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " ، ولا قال لعلي ( عليه السلام ) " برز الإيمان كله إلى الشرك كله " ولا قال : " أوجب طلحة " [1] وقد علمنا ضرورة من دين الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تعظيمه لعلي ( عليه السلام ) تعظيما دينيا ، لأجل جهاده ونصرته ، فالطاعن فيه طاعن في رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إذ زعم أنه قد يمكن ان يكون جهاده لا لوجه الله تعالى ، بل لأمر آخر من الأمور التي عددها ، وبعثه على التفوه بها إغواء الشيطان وكيده والافراط في عداوة من أمر الله بمحبته ، ونهى عن بغضه وعداوته . أترى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خفي عليه من امر علي ( عليه السلام ) ما لاح للجاحظ والعثمانية ، فمدحه وهو غير مستحق للمدح ! قال الجاحظ : فصاحب النفس المختارة المعتدلة يكون قتاله طاعة وفراره معصية ، لان نفسه معتدلة ، كالميزان في استقامة لسانه وكفتيه فإذا لم يكن كذلك