responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 138


عليه ، ودعائه له بالحفظ بالسلامة قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم الخندق ، وقد برز علي إلى عمرو ، ورفع يديه إلى السماء بمحضر من أصحابه " اللهم إنك أخذت مني حمزة يوم أحد ، وعبيدة يوم بدر ، فاحفظ اليوم علي عليا ( عليه السلام ) ( رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ) [1] " ، ولذلك ضن به عن مبارزة عمرو حين دعا عمرو الناس إلى نفسه مرارا ، في كلها يحجمون ويقدم علي ، فيسأل الاذن له في البراز حتى قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إنه عمرو " فقال : " وانا علي " فأدناه وقبله وعممه بعمامته ، وخرج معه خطوات كالمودع له ، القلق لحاله ، المنتظر لما يكون منه ، ثم لم يزل ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رافعا يديه إلى السماء ، مستقبلا لها بوجهه ، والمسلمون صموت حوله كأنما على رؤوسهم الطير ، حتى ثارت الغبرة ، وسمعوا التكبير من تحتها فعلموا ان عليا قتل عمرا ، فكبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكبر المسلمون تكبيرة سمعها من وراء الخندق من عساكر المشركين ، ولذلك قال حذيفة بين اليمان : لو قسمت فضيلة علي ( عليه السلام ) بقتل عمرو يوم الخندق بين المسلمين بأجمعهم لوسعتهم . وقال ابن عباس في قوله تعالى ( وكفى الله المؤمنين القتال ) قال : بعلي بن أبي طالب [2] قال الجاحظ : على أن مشي الشجاع بالسيف إلى الأقران ، ليس على ما توهمه من لا يعلم باطن الأمر ، لان في حال مشيه إلى الاقران بالسيف أمورا أخرى لا يبصرها الناس ، وانما يقضون على ظاهر ما يرون من اقدامه وشجاعته ، فربما كان سبب ذلك الهوج ، وربما كان الغرارة والحداثة ، وربما كان الاحراج والحمية ، وربما كان لمحبة النفخ والأحدوثة ، وربما كان طباعا كطباع القاسي والرحيم والسخي والبخيل [3] .
قال شيخنا أبو جعفر ( رحمه الله ) : فيقال للجاحظ : فعلى أيها كان مشي علي بن أبي



[1] سورة الأنبياء ، الآية 89 .
[2] سورة الأحزاب ، الآية 25 .
[3] العثمانية : 47 ، مع تصرف واختصار .

138

نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست