نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 133
والباقون حول بغلة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يمنة ويسرة ، وقد انهزم المهاجرون والأنصار ، وكلما فروا تقدم هو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصمم مستقدما ، يلقى السيوف والنبال بنحره وصدره ، ثم اخذ كفا من البطحاء ، وحصب المشركين وقال : شاهت الوجوه ! والخبر المشهور عن علي ( عليه السلام ) ، وهو أشجع البشر ، كنا ان اشتد البأس ، وحمي الوطيس اتقينا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولذنا به ، فكيف يقول الجاحظ : انه ما خاض الحرب ولا خالط الصفوف ! وأي فرية أعظم من فرية من نسب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى الاحجام واعتزال الحرب ! ثم أي مناسبة بين أبي بكر ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في هذا المعنى ليقيسه وينسبه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صاحب الجيش والدعوة ، ورئيس الاسلام والملة ، والملحوظ بين أصحابه وأعدائه بالسيادة ، وإليه الايماء والإشارة ، وهو الذي أحنق قريشا والعرب وورى أكبادهم بالبراءة من آلهتهم ، وعيب دينهم وتضليل اسلافهم ، ثم وترهم فيما بعد بقتل رؤسائهم وأكابرهم ! وحق لمثله إذا تنحى عن الحرب واعتزلها ان يتنحى ويعتزل ، لان ذلك شأن الملوك والرؤساء ، إذا كان الجيش منوطا بهم وببقائهم ، فمتى هلك الملك هلك الجيش ، ومتى سلم الملك أمكن ان يبقى عليه ملكه ، وان عطب جيشه فإنه سيجد جيشا آخر ، ولذلك نهى الحكماء ان يباشر الملك الحرب بنفسه ، وخطأوا الإسكندر لما بارز قوسرا ملك الهند ، ونسبوه إلى مجانبة الحكمة ومفارقة الصواب والحزم ، فليقل لنا الجاحظ : أي مدخل لابي بكر في هذا المعنى ؟ ومن الذي كان يعرفه من أعداء الاسلام ليقصده بالقتل ؟ وهل هو إلا واحد من عرض المهاجرين حكمه حكم عبد الرحمن بن عوف ، وعثمان بن عفان ، وغيرهما ! بل كان عثمان أكثر منه صيتا ، وأشرف منه مركبا ، والعيون اليه أطمح والعدو إليه أحنق وأكلب ، ولو قتل أبو بكر في بعض تلك المعارك هل كان يؤثر قتله في الاسلام ضعفا ، أو يحدث فيه وهنا ! أو يخاف على الملة لو قتل أبو بكر في بعض تلك الحروب ان تندرس وتعفى آثارها وينطمس منارها ! ليقول الجاحظ : إن أبا بكر كان حكمه حكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مجانبة
133
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 133