نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 132
إليه ، ففضل أبي بكر بمقامه في العريش مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم بدر أعظم من جهاد علي ( عليه السلام ) ذلك اليوم ، وقتله ابطال قريش . قال شيخنا أبو جعفر ( رحمه الله ) : لقد أعطى أبو عثمان مقولا وحرم معقولا ، ان كان يقول هذا على اعتقاد وجد ، ولم يذهب به مذهب اللعب والهزل ، أو على طريق التفاصح ، والتشادق واظهار القوة والسلاطة وذلاقة اللسان وحدة الخاطر والقوة على جدال الخصوم ، الم يعلم أبو عثمان ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان اشجع البشر ، وانه خاض الحروب ، وثبت في المواقف التي طاشت فيها الألباب ، وبلغت القلوب الحناجر ، فمنها يوم أحد ووقوفه بعد أن فر المسلمون بأجمعهم ولم يبق معه إلا أربعة ، علي والزبير وطلحة ، وأبو دجانة ، فقاتل ورمى بالنبل حتى فنيت نبله ، وانكسرت سية قوسه ، وانقطع وتره ، فأمر عكاشة بن محصن ان يوترها ، فقال : يا رسول الله ! لا يبلغ الوتر فقال : أوتر ما بلغ . قال عكاشة فوالذي بعثه بالحق لقد أوترت حتى بلغ وطويت منه شبرا على سية القوس ، ثم اخذها فما زال يرميهم حتى نظرت إلى قوسه قد تحطمت . وبارز أبي بن خلف ، فقال له أصحابه : إن شئت عطف عليه بعضنا ! فأبى ، وتناول الحربة من الحارث بن الصمة ثم انتفض بأصحابه ، كما ينتفض البعير ، قالوا : فتطايرنا عنه تطاير الشعارير [1] فطعنه بالحربة ، فجعل يخور كما يخور الثور ، ولو لم يدل على ثباته حين انهزم أصحابه وتركوه إلا قوله تعالى : ( إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم ) [2] فكونه ( عليه السلام ) في اخراهم وهم يصعدون ولا يلوون ، هاربين ، دليل على أنه ثبت ولم يفر ، وثبت يوم حنين في تسعة من اهله ورهطه الأدنين وقد فر المسلمون كلهم والنفر التسعة محدقون به : العباس آخذ بحكمة بغلته ، وعلي بين يديه مصلت سيفه
[1] الشعارير ما يجتمع على دبرة البعير من الذبان فان أهيجت تطايرت عنها . [2] سورة آل عمران ، الآية 153 .
132
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 132