نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 130
كالامامية الذين يحملهم الهوى على جحد الأمور المعلومة ، ولكننا ننكر تفضيل أحد من الصحابة على علي بن أبي طالب ، ولسنا ننكر غير ذلك ، تعصب الجاحظ للعثمانية ، وقصده إلى فضائل هذا الرجل ومناقبه بالرد والابطال . واما حمزة فهو عندنا ذو فضل عظيم ، ومقام جليل ، وهو سيد الشهداء الذين استشهدوا على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واما فضل عمر فغير منكر وكذلك الزبير وسعد ، وليس فيما ذكر ما يقتضي كون علي ( عليه السلام ) مفضولا لهم أو لغيرهم ، إلا قوله " وكل هذه الفضائل لم يكن لعلي ( عليه السلام ) فيها ناقة ولا جمل " . فان هذا من التعصب البارد ، والحيف الفاحش وقد قدمنا من آثار علي ( عليه السلام ) قبل الهجرة وماله إذ ذاك من المناقب والخصائص ، ما هو أفضل وأعظم وأشرف من جميع ما ذكر لهؤلاء ، على أن أرباب السيرة يقولون : ان الشجة التي شجها سعد وان السيف الذي سله الزبير ، هو الذي جلب الحصار في الشعب على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبني هاشم وهو الذي سير جعفر وأصحابه إلى الحبشة وسل السيف في الوقت الذي لم يؤمر المسلمون فيه بسل السيف غير جائز ، قال تعالى ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله ) [1] ، فتبين ان التكليف له أوقات ، فمنها وقت لا يصلح فيه سل السيف ، ومنها وقت يصلح فيه وجب ، فاما قوله تعالى : ( لا يستوي منكم من أنفق ) فقد ذكرنا ما عندنا من دعواهم لأبي بكر انفاق المال . وأيضا فان الله تعالى لم يذكر انفاق المال ، وانما قرن به القتال ولم يكن أبو بكر صاحب قتال وحرب ، فلا تشمله الآية ، وكان علي ( عليه السلام ) صاحب قتال وانفاق قبل الفتح . أما قتاله فمعلوم بالضرورة ، واما انفاقه فقد كان على حسب حاله وفقره ، وهو الذي أطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، وأنزلت فيه وفي