responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 129


ذات يده وأبو بكر في الحال التي ذكرنا من السعة امسك عن مناجاته ، فعاتب الله المؤمنين في ذلك ، فقال ( أأشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم ) ، فجعله سبحانه ذنبا يتوب عليهم منه وهو امساكهم عن تقديم الصدقة فكيف سخت نفسه بانفاق أربعين ألفا ، وامسك عن مناجاة الرسول ، وانما كان يحتاج فيها إلى اخراج درهمين !
واما ما ذكر من كثرة عياله ونفقته عليهم ، فليس في ذلك دليل على تفضيله لان نفقته على عياله واجبة ، مع أن أرباب السيرة ذكروا انه لم يكن ينفق على أبيه شيئا وأنه كان أجيرا لابن جدعان على مائدته يطرد عنها الذبان .
قال الجاحظ : وقد تعلمون ، ما كان يلقى أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ببطن مكة من المشركين ، وحسن صنيع كثير منهم ، كصنيع حمزة حين ضرب أبا جهل بقوسه ففلق هامته ، وأبو جهل يومئذ سيد البطحاء ورئيس الكفر ، وامنع أهل مكة ، وقد عرفتم ان الزبير سل سيفه واستقبل به المشركين لما أرجف ان محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد قتل ، وان عمر بن الخطاب قال حين أسلم " لا يعبد الله سرا بعد اليوم " ، وان سعدا ضرب بعض المشركين بلحي جمل ، فأراق دمه ، فكل هذه الفضائل لم يكن لعلي بن أبي طالب فيها ناقة ولا جمل وقد قال الله تعالى ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا ) [1] ، فإذا كان الله تعالى قد فضل من أنفق قبل الفتح ، لأنه لا هجرة بعد الفتح على من أنفق بعد الفتح ، فما ظنكم بمن أنفق من قبل الهجرة ومن لدن مبعث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى الهجرة وإلى بعد الهجرة [2] .
قال شيخنا أبو جعفر ( رحمه الله ) : اننا لا ننكر فضل الصحابة وسوابقهم ، ولسنا



[1] سورة الحديد الآية 10 .
[2] العثمانية 37 ، مع تصرف واختصار .

129

نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست