نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 43
المسلمون في زمن أبي بكر وعمر ليس بقدرتهما العقلية بل بالمنهج الذي وضعه رسول الله وآراء وأفكار علي بعد مشاورتهما له وتخطيطه لتلك الفتوح [1] ، وانما دب الفساد والتفرقة والضعف نتيجة شغل منصب الخلافة بعد رسول الله من قبل غير أهله الذين أمر بهم الله ، فكان كمن يضع الشئ في غير موضعه كما تكلمنا عن العدالة في جسم الانسان فدب الفساد عاجلا وآجلا ولا يصلح الا بأولها . والعود إلى البدء والتمسك بالثقلين الذين قال بهما رسول الله " كتاب الله وعترتي " وهو أعلم بذلك . نتائج وآثار أعود لأذكر ان بحثنا ديني لا تشوبه السياسة ومساوئها ، يدور حول ما أمر الله به في القرآن ، وأوامر ونواهي رسوله الكريم ، تلك التي يعتبر كل اعتراض عليها انما هو اعتراض على الله ، وكل مخالفة لها هي مخالفة لله ، وان الله ورسول الله الذي يستمد علمه وكل شئ من الله ليسا بحاجة للتجربة والتمحيص والمداهنة واستخبار صحابة رسول الله وافراد المسلمين لمعرفة درجة إطاعتهم وايمانهم . كلا لا حاجة إلى ذلك ، فلا يكون هناك شئ في ضمائر الافراد إلا ويعلمه الله ولا حاجة لأعمال يريد بها معرفة درجة ايمانهم وإطاعتهم . ولا شك في أن الصحابة المقربين أولئك الذين لازموا رسول الله واستمعوا له وأطاعوه ولم يخالفوا لا في كبيرة ولا في صغيرة من أوامره ونواهيه ، في حياته وبعد مماته ، لهم الدرجات العليا في مقام الايمان ، وتختلف هذه الدرجات بالنسبة لسبقهم ، ولوفور عقلهم ، ودرجة اخلاصهم ، وتلبيتهم لله ورسوله في أمره ونهيه ، وهم أوفر حظا من باقي
[1] راجع ما كتبناه عن علي ( عليه السلام ) في جزأين من هذه الموسوعة أخص ما جاء في كتاب " رب القلم والسيف " .
43
نام کتاب : أبو بكر بن أبي قحافة نویسنده : علي الخليلي جلد : 1 صفحه : 43