من عهد النبى صلى الله عليه و آله فى رأس كل مائة سنة كان يظهر من يروّج الاحكام المناسبة لذلك المقام و لما كان مبدأ القوس كانت التربية لظهور الاحكام بالظواهر و المروج فى رأس كل مائة سنة كان يروج الشريعة على مقتضى ظواهر الرعية و لما كان البدن الظاهرى له مقامان ، مقام يتعلق بالاختلاف و عروض الاحوال و تغير الموضوعات و مقام لايقتضى ذلك و لمّا كان كل مقام انما يكمل فى ستة اطوار كما بيناها سابقا كانت الاحكام الظاهرية التى هى مقتضى ظهور اسم محمد انما يتم فى اثنتى عشر مائة و فى كل مائة من يروج الاحكام و يبين الحلال و الحرام و يظهر ما كان مخفيا و يفصّل ما كان مجملا فى المائة السابقة و يبين ما كان مبهما فيها . و بالجملة فذلك العالم الكامل و الفاضل الفاصل يروّى غصن الشريعة و يخضر عودها الى ان بلغ الكتاب اجله و تم المائة الثانية عشرة و اذا ظهر بعض الكاملين و اظهر بعض البواطن للبالغين الواصلين كان مخفيا و تلك المطالب كانت مطوية كما فعله الشيخ الاكبر ( ظاهراً مقصودش محيى الدين است ) و جعل حقايق المطالب و خزنها تحت الالفاظ و العبارات و اودع تلك الدرر المكنونة فى اصداف الاشارات حتى يكون عونا لمن يروجها و ذخيرة لمن يبرزها و يتقوى بها . فلمّا تمت المائة الثانية عشر و تمت الدورة الاولى المتعلقة بالظواهر لشمس النبوة والاثنتى عشرة دورة لقمر الولاية من حيث التبعية فتمت الدورة و تمت مقتضياتها والكرة الثانية والدورة الاخرى لبيان احكام ظهور البواطن والاسرار المخفيات والمخبيات تحت الحجب والاستار . و عبارة اخرى الدورة الاولى لشمس النبوة كانت لتربية الابدان و الارواح المتعلقة بها مثاله الجنين فى بطن الام والكرة الثانية لتربية الارواح القادسة والنفوس المجردة الغير المرتبط بالاجسام ، مثاله تربية الارواح بالتكليف فى هذه الدنيا فلمّا تمت الدورة الاولى لشمس النبوة التى هى متعلقة بتربية الظواهر التى هى مقتضى ظهور اسم محمّد اتت الدورة الثانية لشمس النبوة لتربية البواطن . والظواهر فى هذه الدورة تابعة كما ان الدورة الاولى لتربية الظواهر ، والبواطن تابعة فكانت هذه الدورة الثانية فيها

175