responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وانقضت أوهام العمر نویسنده : السيد جمال محمد صالح    جلد : 1  صفحه : 427


فتضرب ضربتك . . وتضغط على الوتر الحسّاس ! أنا لا أدري مع من تكون . . فهل أنت شيعي أم سني . . وإن أنا سألتك ، قلت لي : إنّي أنا منصف . . لقد تأكّد لي أنك لا تريد سوى إيذائي ، وجرح مشاعري ، أووه ! . . لعلك أنت الذي اضطررت نبيل إلى المغادرة ، لأنّه لم يطق تحمل تكاليف الحياة إلى جانبك ، وجانب أمثالك . . ثُمّ طوى مسيره ، ولم يلتفت ، بل قفل عائداً من حيث أتي ، ولم أره بعد اليوم ، لأنّه هو الآخر ، كان قد قرر الرحيل من غير عودة . . إلى حيث لا أدري " .
في حين تداعت إلى ذهني ذكريات حب فاشل ، كنت قد عشتها في أيام المدرسة الاعدادية ، حينما كنت أرفل بين مطاوي سنوات المراهقة الغضة . . ولربما ما كان فاشلاً ، لأنّه كُلّما كان للإنسان أن يعبّ من تجارب الحياة ، كُلّما كان له أن يكسب حظوظاً أعظم ! لأنّه ليس للإنسان إلاّ ما سعى حتّى ولو لم يحالفه النجاح ، فإنّ سعيه هو خير شاهد ودليل على عظيم عمله . . فعسى أن نحب شيئاً وهو شرٌّ لنا ، وعسى أن نكره شيئاً وهو خير لنا ! . . فما كنتُ لأجد اللّه إلاّ حيث تستلفتني رغباتي حتّى كنت أجد من المحتم عليه أن ينصرني ، ولا يدع الفرصة تذهب من يدي . . فأنال بغيتي وأسعد بمن أحب وأهوى ، فأتزوجها ! إلاّ أن الأوضاع المادية ، كان لها أن تخونني حتّى جاء اليوم الذي فصمت فيه أضراس الدهر عروة مثل هذه العلاقة المحرمة الشائكة . ولا أدري ، كيف لي أن استذكر طعم تلك الأيام ، وأنا ما أزال اجتر مآسيها ، مع أني جعلت أنساها اليوم ، فلا أفكر فيها ، إلاّ كما أفكر بماض ذهب . . وأن يعد ، فإنّه ما كان له أن يعود كما كان أبداً . ولا أمر عليها إلاّ كما أمر على ذكريات اليتم ! وربما أضحت في بعض الأحيان ذكريات سعيدة ! لأنّها تعود بي إلى الأمس

427

نام کتاب : وانقضت أوهام العمر نویسنده : السيد جمال محمد صالح    جلد : 1  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست